كتبت تاليا القاعي في “الجمهورية”:
عاماً بعد عام، وموسماً بعد موسم، يثبت هشام حداد في برنامجه «لهون وبس» أنه يصعد سلّم صناعة ترفيه يعتمد على السخرية اللاذعة والكوميديا الهادفة، ويطوّر حنكة في محاورة ضيوفه بثقافة قلّ وجودها عند المقدّمين الآخرين وسرعة بديهة تجعل من حلقاته الأسبوعية محطّة ثابتة عند المشاهدين.
من الثلثاء إلى الخميس، نقل هشام حداد النجاح ورفع نسب المشاهدة، وأثبت للمعجبين والحاقدين أنّ «لهون وبس» (الخميس الساعة 9:30 مساءً LBCI) غير مرتبط بتاريخ وتوقيت، وإنما يعتمد حصراً على المضمون والفقرات المتجدّدة التي تزيد عدد الأوفياء للبرنامج وتوسّع مساحة المنافسة.
من السياسة إلى الاجتماع والأمن والقضاء، ومن السخرية إلى الكوميديا والغناء، تكبر مروحة المواضيع وتكبر معها طرق حداد في معالجتها كل حلقة، ولا يترك زحطة في البلد أو حادثة أو موقفاً أو تصريحاً إلّا ويحوّله إلى مادة كوميدية ذكية تفتح عين المشاهد على قدرة الضحكة السحرية في بلسَمة القليل من الأوجاع والتجاوزات والزلّات التي يتمّ تمريرها بوقاحة على مختلف الساحات.
وفي حديث خاص لـ«الجمهورية»، كشف مقدّم البرامج والممثل الكوميدي هشام حداد أنه «غاب التوتّر عن الساحة في ما يخصّ موضوع المنافسة في هذه الأيام»، أمّا في ما يخصّ برنامج «لهون وبس» تحديداً، اعتبر حداد أنه «لا يوجد منافس لي، خصوصاً مع عدم وجود برنامج آخر بالبنية نفسها».
وأشار إلى أنه «لا يوجد منافس لي بين البرامج المعروضة ليل الخميس، سواء حيال مضمونها أو حتى من ناحية نسب المشاهدة، وذلك بحسب الاحصاءات والأرقام الرسمية».
ولفت إلى أنّ «المنافسة هي تقديم ما يمكن أن يعجب المشاهد، بهدف استقطاب نسَب مشاهدة مرتفعة، حيث المنافسة التلفزيونية تنحصر في هذه المسألة»، متابعاً أنّ «البعض يشيرون إلى أنهم يعتمدون على المضمون بشكل حصري، في حين لا يحصلون على نسب مشاهدة مرتفعة، وهم بالتالي خارج المنافسة. ففي النهاية، تسعى القنوات التلفزيونية إلى حشد أكبر عدد من المشاهدين وكسب أعلى نسب مشاهدة كونها الهدف الرئيسي، ولا أحد يبحث عن صناعة «أرشيف» للأجيال اللاحقة».
وعن الصيغة المتّبعة للبرامج وتكرارها عبر السنوات، أشار حداد إلى أنّ «أسرار التلفزيون قليلة، ولا يمكننا اختراع صيغة جديدة بين ليلة وأخرى، فما علينا سوى استضافة ضيف يهمّ المشاهد وخَلق جوّ من المرح والترفيه»، مضيفاً أنّ «ما يميّز البرنامج أو الصيغة المتّبعة على رغم تكرارها، هي المقدّم بحدّ ذاته، لأنّ الترفيه الذي يقدّمه المذيع وطريقته في تقديم البرنامج تختلف عمّا يقدّمه الآخرون، وهذا ما يتعلّق بشخصية المقدّمين كلّ بحسب شخصيته وأسلوبه»، موضحاً: «اليوم أصبحنا لا نُذيع البرامج لا بل نُذيع المقدّم نفسه»، لافتاً إلى انه «ليس من السهل طرح أفكار جديدة في عالم التلفزيون بعد 100 عام على اختراعه».
وعن سبب نجاح برنامج «لهون وبس» في ظلّ وجود برامج الترفيه الأخرى على مختلف الشاشات اللبنانية، أوضح حداد أنّ «وجوده الى جانب المعادلة التي تتضمّن جاد والفرقة بالإضافة إلى ايلي وأمل، هي السبب وراء النجاح، أي الفريق بكامله. إذ إنّ وجود فرد، مهما كان قوياً وناجحاً، في فريق غير مناسب لن يتوّج ذلك بالنجاح، وبالتالي لن يساهم في نجاح البرنامج، إنما اليوم في «لهون وبس» المجموعة بأكملها هي وراء نجاح البرنامج».
وأخيراً، في مسألة الفقرات والتغييرات التي يتمّ اعتمادها بين الفترة والأخرى في «لهون وبس»، قال حداد إنّ المسألة «مش قصِّة نزيد لَنزيد»، وليس هناك معايير معتمدة بهدف زيادة تفاصيل أو حتى فقرات في البرنامج، لا بل يتمّ الاعتماد على الإبداع. ففي الفترة الأخيرة تم اضافة الأغاني، وقد لاقت اقبالاً كبيراً لدى المشاهدين، وهي تكون مكتوبة وفقاً لأحداث ومواقف حصلت في الوسط السياسي أو الاجتماعي أو غيرهما».
ولا يرضى حداد أن يُصنّف نفسه «One Man Show»، بل يحرص في حديثه على إيفاء زملائه في البرنامج حقّهم، بغضّ النظر عن المساحة التي يحتلّونها في الحلقة، ويقول: «الى جانب كل الفقرات التي تحدّثنا عنها، تمّ إضافة فقرتَي أمل وايلي، والفيديوهات التي يعمل على تحضيرها. وبالتالي هذه التفاصيل تم إضافتها وفقاً للأفكار والابداع، وليس بناءً على معايير معتمدة».
حلقة بعد حلقة، تتناتش البرامج التلفزيونية نسب المشاهدة، ويتنعّم «لهون وبس» بحصد نسب إعجاب من مشاهدين ينتظرون الحلقات للضحك على ما يضحكهم وعلى ما يبكيهم وعلى ما يوجعهم… ويغرّد هشام حداد وحيداً في طليعة المقدّمين برسم ضحكة مبنية على قراءة للأحداث وذكاء الحوار مع الضيوف، وفقرات أساسها الإبداع وهدفها مخاطبة المشاهد بلغته.