توصّل لبنان خلال القمة الاقتصادية التنموية إلى صيغة خاصة مع الدول العربية لا تأتي على ذكر العودة الطوعية لما تحمله من انعكاسات سلبية على عودة النازحين في ظل المراوحة الدولية إزاء هذا الملف، نتيجة إصرار المجتمع الدولي على ربط العودة بالحل السياسي. لكن على رغم كل الجهود التي يبذلها لبنان الرسمي، إلا أن مسار العودة الآمنة لا يزال يسير بوتيرة بطيئة جدا. فحتى اليوم لم يستطع لبنان الاستفادة من المبادرة الروسية نتيجة الفيتو الأميركي على ضخ أموال في سوريا ما لم تتأمن تسوية سياسية شاملة.
المراوحة على الصعيد الدولي، لم تفرمل الاندفاعة الروسية لإنجاح مبادرتها، إذ تواصل موسكو اجتماعاتها مع ممثلين عن الدول المضيفة والمسؤولين الدوليين لإيجاد بديل من واشنطن، في ظل كلام عن ليونة على صعيد الموقف الأوروبي.
لبنانيا، لم ينقطع التواصل بين رئاسة الحكومة والمسؤولين الروس، وكان لافتا اللقاءان اللذان جمعا مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان مع كل من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين.
وأوضح شعبان عبر “المركزية” أن “المسؤولين الروس أكدوا استمرار في المبادرة وتحسين شروط عودة النازحين”، مشيرا إلى أن “تطورا إيجابيا دخل على الخط. الاجتماعات المتواصلة بين المسؤولين الروس والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أفضت إلى نظرة جديدة من المفوضية تجاه المبادرة الروسية من خلال الاستفادة من امكاناتها المادية، على أن تقوم موسكو بالعمل مع النظام من أجل تحسين الشروط اللوجستية والضمانات التي تشجع على العودة (العفو العام، الخدمة الإجبارية)”، مضيفا أن “هناك اجتماعات متواصلة لتأمين مستلزمات العودة كافة، وهذه المرة الأولى التي تتعاطى فيها المفوضية بشكل إيجابي مع المبادرة”.
ولفت إلى أن “اجتماع اللجنة اللبنانية-الروسية المكلفة تطبيق المبادرة معلّق بانتظار تشكيل الحكومة”، مشيرا إلى أن “التواصل اللبناني مع الجانب الروسي لم يتوقف، أمنيا من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زار روسيا مؤخرا، وسياسيا من خلال لقاءاتي المتواصلة مع المسؤولين الروس”.
وأشار إلى أن “على رغم الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها الشمال والجنوب السوريان، إلا أن هناك العديد من المناطق الآمنة، والتي تشهد عودة لأعداد من النازحين خصوصا بعد فتح معبر نصيب”، لافتا إلى أن “منذ فتح المعبر عاد 56 ألف نازح، الأمر الذي يؤكد أن العودة الآمنة لا يجب أن تنتظر الحل السياسي”.