أحيت عائلة الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة الذكرى السابعة عشرة لاستشهاده ورفاقه فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين، في قداس ترأسّه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، عاونه فيه لفيف من الكهنة في كنيسة مار تقلا – الحازمية.
وقال مطر: “الوزير إيلي حبيقة كان رجلا تميز بين الرجال بطاقات العطاء الوفير للوطن كما للمواطنين. فمن لا يذكره مسؤولا في دولة ما بعد الطائف يحمل وزاراته في قلبه قبل أن يضع وزرها على كتفيه، ويولي شؤون الناس اهتماما حثيثا داعيا إياهم إلى الانخراط في عملية المصالحة والسلام. وتدبر أمر الكهرباء وتأمينها للبلاد بصورة ما زلنا في زمننا الحاضر عن مثل هذا التأمين عاجزين. وفي طرفة عين يسرق الإجرام حياة الرجل ويلغي بإلغائه طاقة وازنة للتقدم في وطن لا يأبه الأشرار بأن يموت من نزف جراحه لا سمح الله ولا أذن بذلك”.
وأضاف: “هذا الواقع الأليم، واقع خسارة الشهداء تلو الشهداء منذ أربعين سنة ونيف إلى الآن يدفع ضمائرنا دفعا إلى عمل المستحيل من أجل خلاص البلاد من محنتها، فتعرف الاستقرار من جديد وتتصالح مع الحياة والخلق والإبداع وتصل بأهلها إلى الوفاق الشامل والعيش الهنيء. فهل يعقل أن نصل في البلاد إلى مثل هذا المأزق في تأليف حكومة لها جديدة؟ وهذه الحكومة ليست غاية بل هي وسيلة لخدمة شعب لبنان بكل أطيافه وبكل حاجاته. فهل انتفت الروح الأخوية عندنا، كي نتخطى الحسابات الضيقة بين الإخوة والمصالح الصغيرة؟ الإخوة يتعاملون بعضهم مع بعض على قاعدة أسمى من المساواة. إذ يتخلى الأخ من بعض حقه لأخيه ليسكن السلام في قلبيهما ويثبت بين جدران البيت الواحد. فإذا قررنا نحن الإخوة اللبنانيين أن ننحو مثل هذا المنحى فإن الحكومة تتألف بيوم واحد ولا حاجة لأكثر من هذا اليوم الواحد لكي تبصر النور. وإذا نظرنا إلى الخارج، ندرك تأثيره علينا، فإننا نراه اليوم مصابا بما أصيب به لبنان من قبل، وقد أخذت هذه المصيبة أبعادا دولية إضافية”.