كتب مايز عبيد في “الجمهورية”:
ما ان هدأت العواصف، حتى بدأ مزارعو سهل عكّار زراعة موسم البطاطا الجديد، مستغلين فرصة تحسّن الطقس، والأمل يحدوهم بأن يكون الموسم الجديد أفضل من الموسم الذي سبقه.
في الموسم الماضي كانت خسائر المزارعين كبيرة جداً، ولم يتم دفع أية تعويضات حسبما يؤكّد المزارعون. فالأسعار ارتفعت مقارنة بالموسم المنصرم، والمزارعون يشترون طن البطاطا (البذار) بـ 1200 دولار أميركي في حين كان سعره الموسم الماضي أقل من 700 دولار.
ويؤكّدون «أنّه في حال لم يصل سعر مبيع كيلو البطاطا للموسم الجديد أقله الى 700 ليرة لبنانية، فإنّ الأوضاع سوف تكون كارثية لهذا الموسم أيضاً».
يشرح المزارع جمال فياض لـ «الجمهورية» معاناته هو وأقرانه من المزارعين، فيشير إلى أنّ «المعاناة تتفاقم والمزارعين يرزحون تحت وطأة الديون ولا تعويضات تُذكر من الدولة، ولا حوافز أيضاً تدعم المزارع في أرضه».
أضاف: «على الرغم من أنّ البطاطا موسم رئيسي للمزارعين في عكّار ولعائلاتهم، إلا أنّ غياب الدعم والتشجيع، وترك المزارع يتخبّط لوحده، كلها أسباب توحي بأنّ الأوضاع المقبلة على القطاع الزراعي في عكّار كارثية، ونحن لا نملك سوى هذه الأرض نتشبث بها ولا نجيد إلّا العمل بالزراعة، فماذا عسانا نفعل بعد ذلك؟».
مزارعون وتمنيات
إلى ذلك، يتمنى المزارعون على الدولة اللبنانية أن تبادر قبل 3 أشهر من موعد إنتاج المحصول، إلى الحد من البطاطا المستوردة من مصر أو المهرّبة من سوريا، وقد وردت إليهم معلومات «أنّ هناك كميات كبيرة من البطاطا سيتم استيرادها من مصر إلى لبنان قريباً».
150 ألف طن
يشتهر سهل عكّار بشكل أساسي بزراعة البطاطا، وتنتج عكار وحدها أكثر من 150 ألف طن من البطاطا سنوياً، وتُزرع في حوالى الـ30 ألف دونم من أراضي السهل العكّاري. ولأنّ الإستهلاك المحلّي لا يتعدّى الـ45 ألف طن في أفضل الأحوال، فإنّ الحاجة تبقى إلى التصدير.
ومع صعوبة هذا الأمر بسبب أزمة الحدود مع سوريا، وارتفاع كلفة التصدير عبر البحر، فإنّ دخول البطاطا المصرية المستوردة بكميات كبيرة كان يُرهق السوق المحلي ويقضي على المحصول الداخلي عاماً بعد عام.