مرّة جديدة، احتلت عرسال واجهة الاهتمام السياسي مع انتشار معلومات عن مباشرة النازحين السوريين فيها بناء منازل لهم من الاسمنت، وهو ما فتح الباب على تساؤلات عدة، منها ما اذا كانت هذه الخطوة دليلا الى ان إقامتهم ستتحوّل دائمة على غرار المخيمات الفلسطينية.
هذه المعلومات دفعت بمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الى توجيه كتاب الى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري يطلب فيه الكشف على هذه الاعمال تمهيدا لإجراء المقتضى لناحية ازالة المخالفات التي تُشكّل اعتداءً على الاملاك العامة وتساهم في خلق امر واقع من الصعب معالجته مستقبلا يُشجّع النازحين على الاستقرار في لبنان وعدم الرغبة في العودة الى سوريا.
وقال الحجيري، لـ”المركزية”، ان “البلدية في صدد اصدار قرار بوقف اعمال البناء في المخيمات”، موضحا انه ابلغ المؤسسات والمحال التجارية في عرسال التي تبيع مواد البناء بحظر بيع صخور واسمنت وحديد الى النازحين، وأي مخالفة لهذا القرار ستعرّض هذه المؤسسات لعقوبات من البلدية.
وإذ أسف لـ”التضخيم الاعلامي لمسألة البناء الاسمنتي في مخيمات النازحين في عرسال”، استغرب “التصويب دائما على عرسال في حين ان مناطق اخرى تحتضن عشرات المخيمات”.
وأكد ان “اي مخالفة لقرار البلدية من قبل النازحين ستعرّض صاحب الخيمة لإزالتها بالكامل”، موضحا، ردا على سؤال، ان “انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية يجب وقف اعمال البناء في مخيمات النازحين في عرسال، لكن لا يجوز إهمال الشقّ الانساني في هذا المجال، اذ لا يُمكننا ترحيلهم من دون وجه حق وقبل التأكّد من عودة الاستقرار والامن الى مناطقهم في سوريا”.
وتحضن عرسال حاليا نحو 60 الف نازح سوري، ويتوزّعون على حوالي 123 مخيما.