كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
بعدما حلّت كاميرات الهواتف الذكية محلّ الكاميرات المدمجة الرقمية الصغيرة وتفوّقت عليها من حيث الجودة والإمكانات، ها هي الآن تنتقل لمرحلة أخرى تنافس فيها الكاميرات الإحترافية، معزَّزة بتقنيات وتطبيقات لمعالجة الصوَر ومشاركتها بطريقة سهلة على مواقع التواصل.
إستطاعت كاميرات الهواتف الذكية أن تحقّق تطوّراً واضحاً خلال الأعوام الماضية، ما جعل الآراء حولها تختلف فيما إذا كانت ستحلّ مكان الكاميرات الإحترافية. ومع هذا التطوّر، وخصوصاً بعد دخول الذكاء الإصطناعي على الخطّ، يرى البعض أنه على مدى السنوات الخمس المقبلة، ستصل قدرة كاميرا الهواتف الذكية على إلتقاط الصور بالجودة ذاتها التي تلتقطها الكاميرا الإحترافية، فيما البعض الآخر يرى أنه حتى لو إستطاعت كاميرا الهواتف الذكية محاكاة الكاميرات الإحترافية بعد خمس سنوات، لكنها لن تتمكّن من محاكاة الكاميرا الإحترافية التي ستصدر بعد خمس سنوات، والتي أيضاً ستتطوّر بدورها بشكل كبير. في هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يمكن إنكارُ حلول الهواتف الذكية محل الكاميرا المدمجة الرقمية الصغيرة والتفوّق عليها من حيث الجودة والإمكانيات. لكن حتى هذه القاعدة تختلف مع الكاميرا الرقمية المتخصّصة، مثل تلك التي يمكن غمرها في المياه أو تلك التي صنعت لتتحمّل الصدمات.
نقاط القوة والضعف
تتفوّق الكاميرا الإحترافية عن كاميرات الهواتف الذكية بعدد من العوامل، منها القدرة على تغيير عدساتها بأخرى متخصصة في الصور العريضة أو إلتقاط العناصر المتحركة أو الصور بعيدة المدى أو التليسكوبية وغيرها، التي لا يمكن حتى لأفضل كاميرات الهواتف الذكية محاكاتها أو حتى مجاراتها بأيّ شكل من الأشكال. كذلك إنّ المعالجات في الهواتف الذكية على الرغم أنها أقوى من معالجات الكاميرات الإحترافية، لكنها مرغمة لتقوم بعدة وظائف في الهاتف في الوقت نفسه، ما قد يحدّ من قدرتها، بينما معالجات الكاميرات الإحترافية معدَّة لتقوم بمهام أقل، الأمر الذي يعزّز من قدرتها. وبالتالي إنّ الصور الملتقطة بالكاميرات الإحترافية لا يمكن مقارنتُها إحترافياً بصور كاميرات الهواتف حتى لو بالعين المجردة لا يمكن ملاحظة فارق كبير بينهما. في المقابل هنالك بعض نقاط الضعف في الكاميرات الإحترافية، أبرزها تفوّق كاميرات الهواتف الذكية بدعمها من تطبيقات لتحسين الصور يتمّ تنزيلُها على الهاتف وتطبيقات أخرى تمكّن من مشاركتها على مواقع التواصل بطريقة سهلة وآنيّة، بينما صور الكاميرات الإحترافية يجب نقلها إلى الكمبيوتر لمعالجتها ونشرها على مواقع التواصل. في الخلاصة، إنّ تطوّر كاميرات الهواتف الذكية الكبير جعلها قادرة على إلتقاط صور بجودة عالية كافية للمستخدم العادي، لكنها لا تزال حتى الآن غير قادرة على منافسة الكاميرا الإحترافية، ما يجعل الأخيرة من الصعب الإستغناء عنها، خصوصاً إذا كانت للإستخدام الإحترافي حيث جودة الصورة ونوعيّتها غير قابلتين للنقاش.