Site icon IMLebanon

صاحب الكلاب المسممّة أمام “العسكرية”.. فماذا قال؟

كتبت كاتيا توا في صحيفة “المستقبل”:

هو«عمّو محمود» الذي ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تسميم كلابه ونفوق عدد كبير منها في محلة الميناء في طرابلس فجر الثامن من شهر تموز الماضي، عندما أقدم مجهولون على إفراغ كمية من اللحوم المسمّمة بمادة «اللانيت»، لترسو هذه المجزرة على مقتل ما لا يقل عن 40 كلباً وفقدان اكثر من ثلاثين منهم فيما تمت معالجة آخرين.

يأوي «العم محمود» كما هو معروف في المنطقة حوالى 100 كلب من الكلاب الشاردة التي يعتني بها داخل أرض استأجرها والده قبل سنوات طويلة، ومنذ ذلك الوقت يحاول أشخاص معروفين من قبله، طرده بأي وسيلة من تلك الأرض، التي تحولت إلى مزرعة للكلاب يقصدها الأطفال وحتى السياح لرؤية الكلاب، بعدما لجأوا إلى القضاء من دون أي نتيجة، ليوجّهوا إليه ضربتهم القاضية بالاعتداء على كلابه «التي لا تؤذي أحداً».

أما ماذا كان يفعل محمود يوسف «عمو محمود» (83 عاماً) في المحكمة العسكرية، فالرجل الطاعن في السن، مثل أمام المحكمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله لمحاكمته بتهمة «معاملة قوى الأمن بالشدة أثناء الوظيفة بالشدة وإطلاق النار بإتجاههم تهديداً من بندقية صيد وإطلاقه النار من البندقيه نفسها في مكان مأهول».

إستدعي «عمو محمود» إلى المحكمة، لارتكابه هذه «الجريمة» التي تأتي قبل نحو شهرين من جريمة تسميم كلابه، وهو أخذ مكانه في قاعة المحكمة إلى جانب باقي المدعى عليهم ينتظر كغيره جلسة المحاكمة. وما إنْ نادى رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله بإسمه حتى وقف بصعوبة وراح يقترب بخطى بطيئة باتجاه قوس المحكمة، مستمعاً إلى «التهمة» المسندة إليه.

لا يخفي «عمو محمود» امتعاضه مما حصل لكلابه، وهو بدا متأثراً عندما سئل عنهم حيث بادر إلى القول: «ما عندي كلاب تؤذي حدا»، وذهب إلى حد دعوة رئيس المحكمة إلى إرسال من يشاء ليكشف على كلابه ليؤكد كلامه «فهم يقتربون من السيارات»، مضيفاً أن من بداخل تلك السيارات كانوا«يملحسون» لهم من دون أن يتعرضوا لأي أذى منهم، و«جميع الكلاب لديها ملف صحي وتُعرض بشكل دوري على أطباء بيطريين».

يتوقف «عمو محمود» عن الحديث عن كلابه فجأة، بعد أن إستذكر المجزرة التي حلّت بهم ليعود ويكرر «المزرعة كانت مقصداً للأطفال للعب مع الكلاب التي لا تهاجم أحداً».

يحاول رئيس المحكمة أكثر من مرة مقاطعة «المدعى عليه» ليوضح له أن القضية التي هي بصدد المحاكمة فيها لا تتعلق بالكلاب إنما بالتعرض للعسكريين في محلة الميناء في 19 أيار الماضي، ليجيب بعفوية: «12 ملم ما بتقتل زلمي»، في إشارة منه إلى إطلاقه النار من بندقية صيد عيار 12 ملم، ويقول معترفاً: «نعم أطلقت النار، فأنا أحارب أشباحاً في الشمال».

وقبل أن يعاود «عمو محمود» كلامه عن كلابه، قاطعه رئيس المحكمة سائلاً إياه عما يطلبه قبل النطق بالحكم، فقال: «أطلب أن تضع المحكمة يدها على الأرض وأنا فيها».

وأصدرت المحكمة حكماً قضى بحبس محمود يوسف عشرة أيام ومنحه وقف تنفيذ العقوبة. كما قررت مصادرة سلاح الصيد.