كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:
مع اقتراب انتهاء اسبوع الحسم بالنسبة الى الملف الحكومي كما يتم تسميته، فإن الاجواء يمكن وصفها بالتشاؤلية، على اعتبار ان التجارب التفاؤلية الماضية لم تكن مشجعة على مدى الاشهر الثمانية المنصرمة, حيث سيطرت الاجواء التشاؤمية على المشهد السياسي ككل مع عودة الامور الى المربع الاول عند كل محطة مفصلية متعلقة بإنهاء المأزق الحكومي.
وفي هذا الوقت, فإن الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال يحتفظ بخياراته لنفسه, دون اطلاع احد عليها، مما يترك باب التكهنات مفتوحا امام الجميع، ولكن الامر الوحيد المؤكد من قبل مصادر تيار «المستقبل» بأنه من غير الوارد تقديم اعتذاره، وتكشف مصادر قيادية بارزة في التيار بأن الرئيس الحريري لم يقم باجراء اي اتصال بأي شخصية مرشحة لتولي حقيبة وزارية في تيار «المستقبل» لابلاغها اي قرار سلبيا كان ام ايجابيا، مما يعني حسب المصادر استحالة ولادة الحكومة اليوم، ولفتت المصادر انه رغم انبعاث الاجواء التفاؤلية على صعيد تشكيل الحكومة فإن الدخان الابيض لم ينبعث بعد، لان الوقائع لا توحي بإن كل العقد قد تمت حلحلتها، بل إن المصادر تعتبر ان المعطيات لا زالت على حالها ولم تتغير.
وحول مصدر تفاؤل الرئيس الحريري وارتياحه لمجريات الامور، تعتبر المصادر بأن الرئيس المكلف قد يكون مستندا الى حثه، بعد كل الاتصالات والمشاورات التي اجراها والجهود التي بذلها من خلال تقديمه الكثير من التنازلات.
ودعت المصادر الى انتظار موقف واضح وصريح من قبل الوزير جبران باسيل بالنسبة الى تطورات تشكيل الحكومة، كذلك اتفاق اعضاء «اللقاء التشاوري» على الاسم الذي سيمثلهم في الحكومة بعد ان بات واضحا بأن هناك خلافا فيما بينهم، خصوصا ان الجميع يعلم ان النائب فيصل كرامي يطمح شخصيا لان يكون وزيرا، ولكن هذا الامر مستبعد، لذلك فهو كما بعض اعضاء اللقاء يرشحون مدير مكتب كرامي عثمان المجذوب بينما النائب عبد الرحيم مراد يزكي نجله حسن.
ولفتت المصادر القيادية في تيار «المستقبل» إلى انه في حال تم التوافق على توزير المجذوب وهو من مدينة طرابلس فإن تيار «المستقبل» والرئيس الحريري لن يتم تمثيلهم في عاصمة الشمال وهو امر مؤسف حيث هناك اهمية كبرى لان يكون لدى التيار وزير سني من المدينة، خصوصا ان الرئيس نجيب ميقاتي سيتمثل بوزير من المدينة وليس من المنطقي ان يكون هناك ثلاثة وزراء من طرابلس، كذلك فان هناك اتفاقا على ان يتمثل الوزير محمد الصفدي بالحكومة من خلال توزير عقيلته السيدة فيوليت مع العلم وحسب المصادر انها غير محسوبة على المدينة ولكنها زوجة احد السياسيين البارزين فيها.
ولكن تعود المصادر لتشير الى ان المساعي قائمة على قدم وساق لتظهير صورة الحكومة، ولكنها تعتبرها غير كافية لاعلان مراسيمها خلال الساعات القليلة المقبلة.
وترى المصادر ان لا مصلحة للوزير باسيل ان يتم تسمية عثمان المجذوب ممثلا «للقاء التشاوري» لانه عندها يصبح وزيرا فانه من المستحيل انضمامه الى كتلة رئيس الجمهورية ميشال عون باعتباره مدير مكتب كرامي ومن الطبيعي ان يلتزم بقرارات مرجعيته، وتذكر المصادر بالوزير عدنان السيد حسين الذي كان يطلق عليه الوزير الملك في عهد الرئيس ميشال سليمان، ولكن لدى اول انعطافة سياسية تمترس خلف مرجعيته الشيعية.
من هنا فإن المصادر ترى بان الاجواء لا تزال ضبابية ولم تنقشع بشكل كامل بعد، خصوصا ان علامات استفهام كثيرة لا زالت تدور حول حقيقة موقف «حزب الله» فهل هو يريد حكومة حقا ام لا؟ فلو كان يريدها حقا لكان قام بتسهيل الامر منذ البداية.
وعن الخيارات التي قد يقدم عليها الرئيس الحريري تقول المصادر هناك خيارات متعددة خصوصا ان الجميع يعلم ما قدمه الرئيس المكلف من خيارات وحلول حتى باتت وظيفته «ديلفري» من هنا وهناك، واشارت المصادر ان من الخيارات التي قد يقدم عليها الرئيس الحريري تفعيل الحكومة او تقديم تشكيلته الوزارية الى الرئيس عون فإذا اراد التعاون يتم قبولها لعرضها على المجلس النيابي الذي في حال لم يتم موافقته عليها قد لا تنال الثقة, وعندها يتم اسقاط تكليف الرئيس الحريري اذا ارادوا ذلك على مجلس النواب او يسقط التكليف.
وتحذر المصادر من مخاطر الاوضاع الاقتصادية والمالية التي لم تعد تحمل المزيد من المماطلة، خصوصا ان هناك استحقاقات مالية كبيرة على لبنان يتوجب عليه دفعها خلال الاشهر القليلة المقبلة، لانه في حال اعادة جدولتها يعتبر الامر كارثيا على الوضع الائتماني، و دفعها يحتاج لقرارات صارمة.
وحول موقف «التيار الوطني الحر» التهويلي بالنزول الى الشارع، تتساءل المصادر بوجه من يريد التيار النزول الى الشارع هل يهدف الى مواجهة الرئاسة الاولى وهي السلطة الشرعية الحالية، او ضد «حزب الله» او في وجه «اللقاء التشاوري» لان الرئيس المكلف ليس معنياً بطبيعة الحال في الموضوع بعدما اصبح يعلم الجميع من يضع العصي في دواليب التأليف منذ اليوم الاول للتكليف.