تحقيق رولان خاطر
مسلسل استهداف المسيحيين في “الجامعة اللبنانية” مستمر، والجديد الفضيحة، ما برز بالأمس، في انتخاب مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الفرع الرابع في زحلة.
انتخابات بالاكراه
فيوم الثلثاء 29 كانون الثاني 2019، كان فرع الحقوق في زحلة ينتخب مديراً له وخمسة أعضاء، حيث أن مجلس الفرع يتألف من ستة أعضاء ناخبين هم المدير وخمسة أساتذة.
وقد سبق الانتخاب اتصالات مع المدير المنتهية ولايته أكرم ياغي، المحسوب على “حزب الله”، وهو شقيق مسؤول البقاع في الحزب الحاج محمد ياغي، بوجوب المحافظة على التنوع وعلى وحدة النسيج الجامعي من خلال رفع لائحة تضم مرشحين من مختلف الطوائف لاسيما أن التوازن لم يعد موجوداً في هذه الكلية على غرار العديد من الكليات الأخرى.
إلا أنه، وبحسب المعلومات، فإن ياغي وعضوين من المجلس رفضوا قبول ترشح احد الاساتذة المسيحيين في الفرع، ما أثار حفيظة العديد من أساتذة الفرع الذين فضلوا مقاطعة الانتخابات بسبب “عدم ميثاقيتها”.
الرسالة – الطعن!
هذا التطاول على الميثاقية ضمن الصرح الوطني الجامعي، تزامن مع عمل غريب، لم يحصل في تاريخ الجامعة، قام به مدير الفرع المنتهية ولايته أكرم ياغي وبعض الأساتذة المحسوبين على “حزب الله” سياسياً. إذ عمدوا الى استدعاء الدكتورة هدى عبد الله من واجب عزاء كانت تقوم به لعائلة الصحافي إدمون صعب في زحلة، بحجة ان غيابها سيؤثر على سير الامتحانات، علما أنها كانت اعلمتهم مسبقاً بانها لن تشارك في العملية الانتخابية لعدم ميثاقيتها، وذلك بحسب ما ورد في “رسالة الطعن” التي وجهتها الى رئاسة الجامعة اللبنانية.
وبعد موافقتها على الحضور الى الجامعة لـ”مراقبة الامتحانات فقط”، تقول الدكتورة هدى في معرض رسالتها: “وإذ بالمدير يستدعيني الى مكتبه وأقفل الباب ومنعني من الخروج بالرغم من إصراري على المغادرة… إلا أن الحاضرين من مدير وممثل اساتذة والدكتور عماد وهبي سحبوا مني الهاتف وأجبروني على الاقتراع، مستخدمين وسائل الاكراه المعنوي والضغط النفسي، ونتيجة الحالة النفسية نفذت ما طلبوه، وعندما فتحوا الباب هربت فورا قبل توقيع المحضر وإضفاء الطابع القانوني على عمل غير قانوني”.
وبعدما أفلتت الدكتورة عبدالله من الكمين الذي نصبه لها المدير، تقدمت بالطعن في انتخابات مجلس فرع زحلة، امام رئاسة الجامعة.
التحرك ضروري!
رئيس “جمعية اصدقاء الجامعة اللبنانية” الأستاذ انطوان صياح، شدّد على ان الميثاقية والتوازن الوطني ضروريان على مستوى البلاد فكم بالحري ان يلتزم بهما اساتذة الجامعة اللبنانية وهم نخبة المفكرين في المجتمع. من هنا، نتمنى على كل اهل الجامعة الى اي فئة انتموا أن يحافظوا على الميثاقية لأنها تصون الجامعة. فلا يجب ان تشعر أي فئة بانها معزولة في الجامعة.
صياح، قال لـIMLebanon: “إن جمعية اصدقاء الجامعة اللبنانية تستطيع أن تقول كلمتها، لكن المطلوب من الأحزاب المسيحية تحديداً وكل المرجعيات أن تتحرك لان هناك خطرا على الميثاقية في الجامعة اللبنانية ويجب الوقوف بوجهه”.
نواب زحلة، قرروا عدم السكوت، فاكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، لـIMLebanon أننا ننتظر نتيجة الطعن الذي تقدم الى رئاسة الجامعة اللبنانية، وما حصل سيكون موضوع متابعة وتحرك سريع من قبله ومن قبل “الجمهورية القوية” كما سيكون هناك تحرك كجهات زحلية معنية بما يجري في الفرع الرابع، لأن ما يجري هو تهميش للوجود الطائفي المتوازن في الجامعة اللبنانية ككل وتحديدا زحلة.
بدوره، عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ميشال ضاهر، اعتبر عبر “تويتر” أن ما يحصل في الجامعة اللبنانية عموماً وفي الفرع الرابع في كلية الحقوق، مسار يضرب الميثاقية ووطنية الجامعة. ودعا إلى الوقوف في وجهه، وطلب من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب ألا يكون الخنجر لنحر الميثاقية.
اذا، هذا المشهد الهوليوودي، ترهيب وحجز وضغط نفسي على استاذة جامعية، وسلبها هاتفها واجبارها على توقيع ما ترفضه، امر لا يجب السكوت عنه، ومسؤولة عنه كل المرجعيات الوطنية والسياسية والدينية في لبنان، لكي يكون تطبيق الطائف فعلا لا قولا. وأقل الايمان، يبدأ بإلغاء نتيجة الانتخابات الفئوية، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المرتكبين.