رأى رئيس الجمهورية ميشال عون أن “تشكيل الحكومة الجديدة هو تجديد للثقة بالوطن بعد الاختلال الذي حصل نتيجة التأخير في تأليفها”، لافتًا إلى أن هذا التأليف “أنعش الأسواق المالية، ولاسيما أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية، ورفعها إلى أعلى مرتبة منذ شهر تموز 2018”.
وأكد عون “أننا سنواصل العمل على إعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لأن ما مررنا به خلال أزمة التشكيل قد يكون أعطانا درسًا مهمًا بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع”.
وتناول عون “الإنجازات التي تحققت حتى الآن، بدءًا بالاستقرار الأمني بعد محاربة الارهابيين وطردهم من الأراضي اللبنانية، مرورًا بانخفاض عمليات السطو على المصارف وخطف المواطنين، وانعدام الانفجارات بعد تمكّن الجيش والقوى الامنية من تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، وصولًا إلى تلك التي تحققت في تلزيم عمليات استكشاف النفط وإعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية بالإضافة إلى السلك الديبلوماسي، وصولًا إلى إنجاز قانون الانتخابات التي جرت الانتخابات الأخيرة بموجبه”.
وأشار عون إلى أن “ما سنعمل عليه بدءًا من اليوم سيكون استكمالًا لما تحقق على صعد إحياء الوضعين الاقتصادي والمالي، ومعالجة أزمة النزوح وتداعياتها، بالإضافة إلى مكافحة الفساد الذي يشكّل مرض العصر”، لافتًا إلى أن “هذا الامر بدأ بالفعل من خلال إحالة عدد من الحالات على القضاء، وسنبدأ به بالمؤسسات قبل الاشخاص”، مشددًا على عزمه وسعيه الدائمين للمحافظة على الشباب اللبناني في ارضه.
كلام عون جاء خلال استقباله، في قصر بعبدا، وفد الهيئة الإدارية الجديدة لجمعية متخرجي المقاصد الإسلامية المنتخبة لدورة 2018-2020، برئاسة المهندس محمد مازن شربجي الذي ألقى كلمة شكر فيها للرئيس عون انتدابه الوزير السابق نقولا تويني لحضور الاستقبال الذي أقامته الجمعية لمناسبة انتخاب هيئتها الإدارية الجديدة.
وقال شربجي: “لا شك في أن تأليف الحكومة سيعيد إلى اللبنانيين الأمل بإعادة بناء الدولة ومؤسساتها مع سيادة القانون وتأمين الخدمات الأساسية من تربوية وصحية وأمنية وسياسة صالحة للإسكان والقروض. ونأمل نتيجة هذا السياق أن يضع الجيل الجديد كل طاقاته وإمكاناته في مجتمعه وبلده بدل أن يغادر ويضعها في بلاد المهجر”.
ومن جهة أخرى، استقبل عون النائب ماريو عون، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، كما تطرق البحث إلى حاجات منطقة الشوف الإنمائية، ولاسيما منها المستشفيين الحكوميين في الدامور ودير القمر. وأشار النائب عون إلى أن “رئيس الجمهورية يولي النواحي الإنمائية أهمية خاصة، إضافةً إلى التوافق بين ابناء المنطقة”.
كذلك استقبل عون النائب علي درويش الذي أوضح، بعد اللقاء، أنه هنأ رئيس الجمهورية على إنجاز الحكومة “باعتبارها حاجة أساسية في ظل الظروف التي تعصف بالبلاد”.
ورحّب بتخصيص طرابلس بأحد الوزراء، وهو وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني من حصة كتلة “الوسط المستقل”، ومشيرًا إلى “المظلومية التي لحقت بالطائفة الإسلامية العلوية بإقصائها عن التوزير وبالغبن التاريخي اللاحق بها في إدارات الدولة”. وأضاف: “اطلعت من فخامة الرئيس على الظروف التي أحاطت بولادة الحكومة والتي اعتبر فخامته انها أدت إلى عدم التوزير”.
واستقبل عون أيضًا النائب السابق شامل موزايا وعرض معه الأوضاع العامة وحاجات منطقة جبيل.
والتقى عون الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي نعمة الله الهاشم والأمين العام للرهبانية الأب ميشال أبو طقه، اللذين أطلعاه على المشاريع التي تعمل الرهبانية على تحقيقها داخل لبنان وخارجه، كما أعلماه بامتلاك الرهبانية كنيسة ودير في مدينة روما سيكونان مقرُا للرهبانية في عاصمة الكثلكة. وتطرق الحديث إلى الدور الوطني للرهبانية من خلال مؤسساتها الدينية والتربوية والاجتماعية في كل لبنان، والمبادرات التي تقوم بها في هذا المجال.
واستقبل عون، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، رئيس بلدية فاريا المحامي ميشال سلامة الذي أطلعه على المشاريع التي تنفذها البلدية، ولاسيما منها مشروع التلفريك الذي يربط فاريا البلدة بسد شبروح ومزار القديس شربل، وذلك بعدما أنجزت الدراسة الفنية لهذا المشروع من قبل شركة فرنسية مختصة. كما تناول البحث مشاريع إنمائية أخرى في المنطقة.
وأوضح سلامة أن عون يولي أهمية كبيرة للمشاريع التي تنفذ في كل لبنان، ولاسيما في قضاء كسروان وفي فاريا تحديدًا.