لاحظت مصادر متابعة لصحيفة «الأنباء» الكويتية ان شعار «لا غالب ولا مغلوب» الذي وصفت به الحكومة الحريرية او حكومة «المعادلات والتفاهمات» كما وصفها التيار الحر لا يتطابق مع التوصيف الاعلامي من جانب منابر هذا التيار، خصوصا قناة «او.تي.في» التي رأت في مقدمة نشرتها المسائية مساء السبت الماضي «ان الواقعية تفترض الاقرار بأن جهات اخفقت وجهات حققت، ومن دون افتراء او اطراء، يمكن القول ان حزب الله والتيار الوطني الحر ضربا عدة عصافير بـ «المنجانيق» وليس بحجر واحد، كتوزير حليف سُني ودعم الحلفاء في وجه الزعامة الجنبلاطية والحد من اندفاعة القوات اللبنانية التي كان لموقفها انعكاس ايجابي على ولادة الحكومة في الساعات الاخير”.
الاوساط عينها قرأت في هذا التقييم لمرحلة تشكيل الحكومة ما يمهد لمناكفات وليس لتفاهمات، وكانت البداية مع وليد جنبلاط الذي انتزع التيار الوطني الحر وزيرا منه للمهجرين من بلدة المختارة (غسان عطالله) واضيف الى لجنة صياغة البيان الوزاري وزير درزي من الخط الآخر (كامل الغريب) اضافة الى الوزير الجنبلاطي، رغم ان الطوائف الاخرى تمثلت بعضو واحد في اللجنة، واضافة الى المسألة العالقة مع احد الضباط المحسوبين على جنبلاط ستكون هناك مواجهة مع جنبلاط في مسألة اختيار رئيس الاركان العامة في الجيش الذي دائما يكون لجنبلاط رأي فيه لكونه من طائفة الموحدين الدروز، مما يخشى معه جنبلاط من تفرد الفريق الدرزي الآخر بالموقع استقواء بحكومة تضم 18 وزيرا يمون عليهم حزب الله، ما يجعل صلاحيات رئيس الحكومة مقتصرة على اعداد جدول الاعمال وتوجيه الدعوة لاجتماع مجلس الوزراء، كما يقول الوزير السابق ألبير منصور.
وبسبب هذه المستجدات، اجتمعت كتلة اللقاء الديموقراطي بحضور وليد جنبلاط في دارته في بيروت غروب امس للبحث في تداعيات هذا الوضع.