كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
راود حلم السيارات الطائرة التي تبلغ وجهتها بسرعة، كثيرين في الماضي. لكن مع تقدّم الإمكانات التقنية، يبدو أنّ هذه الفكرة لن تبقى حكراً على الأحلام، بل توشك أن تصبح حقيقة في السنوات المقبلة.
في موازاة تطوير السيارات الكهربائية والذاتية القيادة، تعمل شركات عملاقة، على تطوير سيارات طائرة يمكنها السير على الطرقات والتحليق في الجوّ عندما تدعو الحاجة.
وتتميّز السيارات الطائرة بقدرتها على السير بسرعة تصل إلى مئة وخمسين كيلومتراً على الطرقات، وأن تقلع وتهبط بشكل عامودي والتحليق في الجوّ بسرعات تصل إلى 500 كيلومتر في الساعة.
وغالبية السيارات الطائرة التي يتمّ إختبارُها حالياً، ذاتية القيادة ويسيِّرها برنامجٌ آلي. ما يعني أنها ليست بحاجة إلى مهارات طيران لقيادتها.
عقباتٌ تشريعيّة وتقنيّة
إنّ استخدامَ السيارات الطائرة، لا يصطدم بعقبات تقنية فقط، وإنما بعقبات تشريعية، إذ إنّ قبل إنتشارها بشكل واسع وتجاري، ينبغي الإنتظار لصدور تشريعات ناظمة لحركتها تعتمدها الدول العالمية.
وحول هذا الموضوع يقول الخبراء، إنه سيكون صعباً من الناحية التقنية أن تحلّق 500 سيارة طائرة معاً في أجواءِ مدينةٍ ما، مشيرين في المقابل إلى الفوائد التي يمكن أن توفّرها هذه السيارات من المساعدة في مجالات محدّدة مثل النقل الطبي.
وأكدوا ضرورة مواصلة عمليات تطوير الرحلات التجريبية للسيارة الطائرة، ومواصلة الاختبارات بهدف الوصول لنظام آمن ومُستدام.
أمثلةٌ حيّة
تعمل عشرات الشركات في العالم على صنع سيارات هجينة تسير في الشوارع كغيرها، ثمّ تحلّق إلى الأعلى عند إكتظاظ الحركة المرورية، مع السعي أيضاً لأن تكون ذاتية القيادة، أي أشبهَ بطائراتٍ من دون طيار لنقل الركاب.
في هذا السياق، قدمت شركة أستون مارتن نموذجاً لسيارة طائرة العام الماضي، لكن لا يُنتظر أن تُباع على نطاق واسع لأنها مرتفعة الثمن.
كذلك عملت شركة «أوبر» لسيارات الأجرة على مشروع أطلقت عليه إسم «اليفايت» يرمي إلى نقل الركاب بسيارات أجرة طائرة.
من جهتها نفّذت شركة «إيرباص» الأوروبية أوّلَ تجربة لسيارتها الطائرة «فاهانا»، وتكلّلت هذه التجربة بالنجاح.
أما شركة «كيتي هوك» ويموّلها أحد مؤسسي «غوغل»، فقد أطلقت طراز «فلاير» الذي تمكّن من الطيران لحوالى العشرين دقيقة بسرعة 32 كيلومتراً في الساعة.
أما في اليابان، فعملت مجموعة من المهندسين الشباب بمساعدة «تويوتا»، على تصميم سيارة «سكاي درايف» الطائرة التي يُتوقع أن تنطلق اعتباراً من هذا العام، لكنّ الإنتاج الواسع منها لن يتحقق قبل العام 2027.
في السياق عينه كشفت شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات، عن نجاح الرحلة التجريبية الأولى لسياراتها الطائرة ذاتية القيادة التي تضمّنت مجموعةً من الإختبارات التجريبية مثل الهبوط والإقلاع والتحكّم في القيادة.