شغلت قضية عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضوع زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين إلى كل من تركيا وتونس خلال اليومين الماضيين.
وزار الملك عبدالله الثاني تركيا قبل أن يحل في تونس، الأحد، في إشارة إلى أن قمة تونس ستكون حاسمة بقضية عودة سوريا إلى الحضن العربي المؤمل أن تناقشها القمة العربية الشهر المقبل.
وبحث الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والعاهل الأردني، الاستعدادات الجارية لاحتضان تونس أواخر شهر أذار القادم أشغال الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية، حيث جرى تبادل الرأي والمشورة حول عدد من القضايا التي ستتناولها القمة والتحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية.
وتأتي زيارة العاهل الأردني في خضم حركة دبلوماسية نشطة تشهدها عمان، حيث احتضنت الخميس لقاء سداسيّا عربيّا وُصف بالمهمّ، وضم إلى جانب وزير الخارجية أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير.
ويرجّح أن يكون الملف السوري ورفع التجميد عن عضوية دمشق في جامعة الدول العربية أحد الملفات الرئيسية التي طرحت في هذه “الخلوة” العربية على ضفاف البحر الميت.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت انفتاحا عربيا على دمشق، تُرجمت في عودة العلاقات الدبلوماسية في كانون الثاني الماضي بين الإمارات والبحرين من جهة وسوريا من جهة ثانية.
وبحسب الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية، فقد تم التأكيد على أهمية نجاح قمة تونس في التأسيس لمرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك وإيجاد حلول عملية لإخراج المنطقة من أزماتها المستعصية في إطار من الوفاق والتضامن العربيين.
ويراهن الرئيس التونسي على نجاح القمة العربية المقرر عقدها في تونس، ويأمل أن تتوج هذه القمة المسار التصالحي مع محيطها العربي، وهو مسار كان قد تأثر بشكل سلبي خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة حيث توترت علاقات تونس مع الجميع وأبقت فقط على علاقتها بقطر.
ووصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ظهر الأحد، إلى مطار تونس قرطاج الدولي، في زيارة تصحبه فيها عقيلته الملكة رانيا العبدالله.
وقال بيان للرئاسة إن الزيارة تتزامن مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس والأردن، وتندرج في إطار “الرغبة المشتركة للبلدين في توطيد أواصر الأخوة العريقة وتعزيز علاقات التعاون المتميزة القائمة بينهما وسبل مزيد إثرائها وتنويعها خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين”.