كتب خليل فليحان في صحيفة “الشرق الأوسط”:
يستضيف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاربعاء في مقر الوزارة في واشنطن مؤتمر «التحالف الدولي لهزم تنظيم داعش» الذي يضم 79 دولة ويهدف إلى إجراء مراجعة وتقييم لما أنجزه هذا التحالف خلال الأربع سنوات الماضية في إنهاء وجود التنظيم ووضع خطة لهزمه في بقية الأراضي التي يحتلها وشبكاته النائمة في كل من العراق وسوريا، أو سواهما من الدول.
ودعا بومبيو إلى عقد هذا المؤتمر لتنسيق الجهود بين دول أعضاء التحالف بعد القرار المثير للجدل الذي اتّخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من سوريا.
أسست الولايات المتحدة الأميركية هذا التحالف في عام 2014. ولبنان هو من بين الدول المؤسسة لكنه غير مشارك في العمليات العسكرية. ووقّع على وثيقة التأسيس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل منذ نحو خمس سنوات. إلا أن باسيل لن يمثل لبنان في هذا المؤتمر على أهميته وانتدب غبريال عيسى لتمثيل لبنان في المؤتمر. وأفاد مصدر مقرب منه بأنه قرّر التغيّب عن هذا المؤتمر لأن جدول أعمال المؤتمر أدرج مبدأ العودة الطوعية للنازحين السوريين، فيما فشل أثناء تحضير الجدول بتثبيت مسألة «العودة الأمنة والضرورية للنازحين السوريين». وتجدر الإشارة إلى أن باسيل خاض معارك كثيرة في مؤتمرات عقدت عن الأزمة السورية ومنها مؤتمر فيينا حيث توصل إلى إقناع نظرائه بإثبات عبارة العودة الآمنة بدلا من الطوعية، إلا أن الأميركيين والأوروبيين مصرّون على التمسك بالعودة الطوعية. ويرى لبنان الرسمي أن في ذلك مشروعا لتوطين النازحين السوريين في لبنان.
وأفاد مصدر دبلوماسي أميركي بأن واشنطن تركّز في جدول أعمال المؤتمر الذي سيناقش في الجلسة العامة على منع عودة عناصر «داعش» إلى العراق وسوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وهي «ملتزمة مواصلة القضاء على فلول التنظيم وإحباط مخططاته». وقال المصدر إن التحالف يواصل إرساء الاستقرار في الأماكن التي هزم فيها التنظيم في ساحة المعركة من أجل «تسهيل العودة الآمنة والطوعية للذين نزحوا بسبب أعمال العنف». وشدد على «العودة الطوعية للنازحين السوريين». مؤكدا استمرار العمل على تجفيف مصادر تمويل التنظيم للمقاتلين الإرهابيين الأجانب وخلاياه النائمة في أنحاء العالم.
وقال المصدر إن بومبيو سيلتقي قبل افتتاحه الجلسة العامة للمؤتمر بوزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة التطورات والمستجدات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بسحب قوات بلاده من الميدان. وذكر المصدر أن تقارير استخبارية سيتم تداولها عن انتشار تنظيم داعش وستبقى سرية لضمان نجاح التنفيذ.