اشارت صحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان عاصفة السجالات التويترية الجامحة انحسرت بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحليفه العاتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بناء لمساعي الوسطاء وبعد اقتناع كلا الرجلين ان من يهزّ بيت جاره لا يضمن عدم سقوط بيته.
ولعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري دورا ملحوظا في حمل الرجلين على تجاوز ما لدى كل منهما من ملاحظات على اداء الآخر ازاءه، لأن اخفاء الجروح يعجل بشفائها، وقد اوفد بري النائبين انور الخليل وياسين جابر الى وليد جنبلاط، وكان بري التقى ايضا في عين التينة وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي تلا ذلك تسليم وزير المال علي حسن خليل الى الرئيس الحريري رسالة من بري خلال اجتماع اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري، وقد توصلت الاتصالات بين عين التينة وبيت الوسط والمختارة الى ضرورة محاصرة الخلاف وعدم السماح للاختلاف حول تركيبة الحكومة الجديدة بذهاب الامور الى ابعد من ذلك.
وكشفت «الأنباء» ان جنبلاط ونزولا عند رغبة الرئيس ميشال عون ترك له اختيار الوزير الدرزي الثالث، على امل ان لا يوزّر من التيار من يمكن ان يشكل توزيره عدم مراعاة الانسجام السائد في الجبل. وبالنسبة للعلاقة مع الرئيس الحريري، فقد ساء جنبلاط ان يدعوه رئيس الحكومة الى العشاء في احد مطاعم الاشرفية، ثم يفاجئه في اليوم التالي باتفاقه المنجز في باريس مع الوزير جبران باسيل على التشكيلة الحكومية بغثها وسمينها بالنسبة له.
هنا رب قائل ان للرئيس الحريري عتبه على جنبلاط ايضا كونه بدلا من ان يسلمه اسماء وزرائه مع موضوع الوزير الدرزي الثالث توجه الى القصر الجمهوري مباشرة، مع العلم ان رئيس الحكومة هو من يشكلها بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
في سياق متصل، طار الوزير وائل ابوفاعور الى الرياض يوم الثلاثاء الماضي موفدا من جنبلاط وعاد ليزور قصر بعبدا مع الوزير اكرم شهيب امس لاطلاع الرئيس عون ومن ثم الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري على الهواجس التي املت على جنبلاط تصريحاته المحذرة من الخروج على اتفاق الطائف، فضلا عن التلزيمات الحاصلة. وتحدثت المصادر المتابعة لـ «الأنباء» عن دور مصري في اخماد الخلاف بين الحريري وجنبلاط من خلال السفير نزيه النجاري الذي شارك بعشاء الاشرفية مع الحريري وجنبلاط.