طالب الرئيس فؤاد السنيورة “حزب الله” الالتزام بتعهداته التي قطعها للنأي بالنفس وعدم التدخل بالدول الاخرى، وأن يكون متبصرا لطبيعة المرحلة المقبلة.
وقال السنيورة في حديث لوكالة “الأناضول” انه “لا شك أن حزب الله كانت بدايته في العمل من أجل تحرير لبنان من استمرار الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ العام 2000 عادت الوجهة لسلاح حزب الله إلى الداخل، تعبث في التوازنات الداخلية”. وأضاف “أثر ذلك على دور الدولة وهيبتها، ولكن نتمنى أن يكون موقف حزب الله أكثر تبصرا وتفهما لطبيعة المرحلة القادمة، والضغوط التي يمكن أن يتعرض لها لبنان، وعليه التفاهم من أجل ألا يؤدي موقفه هذا، في استمرار تسلطه على الدولة اللبنانية”.
وعن سبب ذلك قال “الأمر يقتضي أن يلتزم حزب الله بما تعهد أنه سيلتزم به، وهو النأي بالنفس، أي أن لبنان لا يجب أن يتدخل بشؤون الآخرين، ولا أن يرسل قوات من لبنان تحت أي عنوان إلى سوريا، والتدخل في الأمور الداخلية لعدد من الدول العربية”.
وتطرق السنيورة إلى دور إيران حيث قال “مطلوب منها موقفا واضحا وصريحا، فلا يمكن أن تستمر في هذه المقاربات للمشكلات في المنطقة العربية، بأنها تقول ولا تستحي أنها تسيطر على 4 عواصم عربية هي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء”. واستدرك “أعتقد أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر هكذا، يجب أن يكون بين الدول العربية وإيران علاقات سوية مبنية على الاحترام والندية في التعامل”.
وحول الموقف الغربي من تشكيل الحكومة اللبنانية، واحتمالية عدم الرضى الغربي منها، أفاد السنيورة “ينبغي أن يكون هناك تبصر كبير من قبل حزب الله وإيران، من أجل ألا تؤدي مواقفهما إلى مزيد من التصادم بين لبنان والشرعية الدولية”.
وردا على سؤال حول حاجة لبنان لاتفاق ناظم جديد بديل عن اتفاق الطائف، رفض السنيورة ذلك بالقول “سمعنا هذه الأيام كثيرا عن موضوع الطائف، وأن نعد من أجل وضع عقد جديد أو عمل للنظر في تعديله، كل ما نسمعه في هذا الشأن هو عمل غير متبصر ولا ينطلق من فهم حقيقي لاتفاق الطائف”.
واعتبر أن اتفاق الطائف “أتى ليس فقط لينهي الحرب اللبنانية، بل ليعطي ما يسمى نموذجا جديدا في المجتمعات المتنوعة ولبنان منها، اتفاق الطائف أدى لمعالجة صحيحة لما يطلبه المواطن في وطنه، وما تتطلبه الجماعات من امتيازات”.
وأردف “اتفاق الطائف جاء ليحل هذه المشكلات من خلال المجلس النيابي التشريعي، وأيضا من خلال مجلس الشيوخ، لذلك أعتقد حتى الآن ليس هناك من بديل حقيقي صحيح لاتفاق الطائف، ولا يزال هو الاتفاق الحقيقي الذي يحل مشكلة لبنان”.
إلا أنه استدرك موضحا “من الطبيعي عندما تهدأ النفوس، ويتم التعامل بحكمة وروية من الجميع، النظر في أي ثغرات، ونحن منفتحون لها، وليس لنا سوى تطبيق الطائف، وبحد ذاته هو صيغة أساسية للحكم في لبنان”.
وفي ما يخص الدعوات للاعتراف من الدول العربية بشرعية نظام بشار الأسد في سوريا، ودور لبنان فيها، قال “أعتقد أن هذا الأمر يجب أن ننطلق فيه من مبادئ أساسية، وأول شيء أن هناك مشكلة تسبب بها النظام، وكان هناك موقف عربي أساسي في الجامعة العربية، فالضغط على لبنان لحل هذه المشكلة والمطالبون بذلك يدقون على الباب الخطأ، فالباب الصحيح هو الجامعة العربية”.
وأضاف “الأمر الثاني هناك مشكلات كبرى عالقة بين لبنان والنظام السوري، وأهمها موضوع اللاجئين والتي ينبغي على النظام أن يبادر إلى إعادة اللاجئين، وينبغي أن يتم التوصل لحل حقيقي للمأساة في سوريا، وهذا ما تطالب به الدول العربية والمجتمع الدولي”.
ولفت إلى أن “لبنان في عين العاصفة، ولذا على لبنان ألا يكون في ممر الأفيال، حيث أن هناك تحديات كبرى”.
وأفاد متحدثا عن الأجندة الداخلية الحالية للبنان بعد تشكيل الحكومة، “نقدر كبيرا العمل الذي قام به الرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة، هنا انتهى الجهاد الأصغر، وبدأ الجهاد الأكبر في حلحلة المشكلات التي تفاقمت على مدار الفترة الماضية، وهذا يتوجب توجها حقيقيا لتصويب البوصلة، باحترام اتفاق الطائف، واحترام الدستور والقوانين ومصلحة الدولة وهيبتها وسلطتها على كل الأراضي اللبنانية”.
وزاد بخصوص المشكلات التي بحاجة إلى حل بالقول “هناك أيضا استقلالية القضاء والعودة لاحترام الكفاءة والجدارة في تسلم المسؤوليات في كل المناصب الحكومية، من أجل التصدي للمشكلات القطاعية، حيث أن هناك مشكلات كثيرة تفاقمت فيما يتعلق في الكهرباء ومسألة المياه والصرف الصحي والصحة والضمان الاجتماعي والتعليم والمواصلات”.
وشدد على أنه “لم يعد بالإمكان حل المشكلات اللبنانية بالمراهم، بل يجب معالجتها بشكل صحيح وثابت ومستمر”.