Site icon IMLebanon

لبنان ودع غانم

أشار النائب البطريركي المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى أن الكل يجمع على أن النائب السابق روبير غانم شكل قيمة مضافة في المجلس النيابي، وفي مجلس الوزراء لما تميز به من خلقية ومهارة وسديد رأي. وهما ينعيانه بالأسى الشديد. وكان قد مظلوم قد احتفل ظهر الثلثاء بالصلاة لراحة نفسه، في كاتدرائية مار جرجس المارونية – وسط بيروت وترأس الصلاة وعاونه المطارنة بولس مطر وجوزف معوض وطانيوس الخوري ولفيف من الكهنة.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، قال الرقيم البطريركي: “بكثير من الأسى تلقينا الخبر الصاعق، وفاة عزيزكم وعزيزنا النائب والوزير السابق روبير غانم وهو من كبار مشرعي لبنان في المجلس النيابي حيث شرع وحاسب وساءل طيلة ست وعشرين سنة، وهيأ العديد من مشاريع القوانين كرئيس للجنة الإدارة والعدل النيابية لمدة ثلاث عشرة سنة، فضلا عن عضويته الفاعلة كمقرر في عدد من اللجان النيابية، وفي المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.”

وأضاف: “أما في وزارة التربية والتعليم العالي، فقد ساهم في رعاية وضع المناهج الجديدة وإقرار منهجية كتاب التربية المدنية.”

وتابع: “على صعيد التعاون مع الكرسي البطريركي إلتزم في نشاطات المركز الماروني للتوثيق والأبحاث من خلال اللجنة القانونية التي كان يحضر اجتماعاتها بشكل متواصل ويدلي بآرائه الثاقبة والمعتدلة والبعيدة النظر. وهذه كانت ميزته الفارقة. ففي حياته السياسية، لم يكن مواليا موالاة عمياء، ولا معارضا بالمطلق. بل كان موقفه مستقلا ورصينا على نبل، مع حفظ العلاقة الطيبة مع الجميع، ولو اختلف عنهم سياسيا. لكل هذه الأسباب وسواها كان ينظر إليه كمرشح جدير لرئاسة الجمهورية.”

بغيابه يأفل نجم مشرق من عالم السياسة. ولئن كانت وفاته مفاجئة وسريعة، فإنه كان على استعداد تام لملاقاة وجه الله، بفضل إيمانه ورصانته وأصالته وطيب أعماله. وإنا بهذه الصلاة نكل نفسه الطاهرة إلى رحمة الله، راجين له ثواب “الخادم الأمين الحكيم” (لو 42:12).

وختم: “تقبل الله بوافر رحمته نفسه النقية، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.

بعد ذلك قلد وزير الدفاع الياس بو صعب، باسم رئيس الجمهورية، الراحل وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وقال: “تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلفني ان اضعه على نعشك في يوم وداعك”.

بعد ذلك، تقبلت عائلة الفقيد التعازي، وانتقل موكب الجثمان بعد الصلاة الى بلدته صغبين حيث رفعت صلاة البخور في كنيسة مار جرجس، ويدفن في مدافن العائلة.