كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
التعبير عن المشاعر للحبيب يوم عيد العشّاق يجب ألّا يتجلّى فقط من خلال شراء الهدايا له واصطحابه إلى المطعم للاستمتاع بعشاء رومانسي. فالاعتناء بصحّته يجب أن يأتي قبل كل هذه الأمور الثانوية للتمكّن من العيش بقربه حياةً أطول تخلو من الأمراض.
عندما يتعلّق الأمر بالمشكلات الصحّية القاتلة، فإنّ أمراض القلب تتصدّر اللائحة عالمياً. لكن لحسن الحظّ، هناك العديد من الأمور التي يمكن للشريكين تبنّيها حِفاظاً على قلب صحّي مثل الخضوع لفحوصات منتظمة، وممارسة الرياضة يومياً، والإقلاع عن التدخين، وخفض مستويات التوتر…
غير أنّ إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، أكّدت لـ«الجمهورية» أنّ «أبسط تغيير على نمط الحياة للتأثير إيجاباً في القلب يكمن الانتباه جيداً إلى العادات الغذائية والمأكولات المستهلكة.
وقد حذّرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنّ استهلاك المأكولات الغنيّة بالدهون، أو الكولسترول، أو الصوديوم قد يكون سيّئاً جداً للقلب. إذاً، وعندما يتعلّق الأمر بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، فإنّ تعديل النظام الغذائي يشكّل بداية جيّدة».
نصائح مُضادّة للأمراض
وقدّمت للحبيبين مجموعة نصائح غذائية مهمّة تلعب دوراً جوهرياً في تحصين قلبيهما ضدّ الأمراض:
- من المهمّ أن يعتاد الحبيبان تناول الفطور سوياً أو أقله ألّا يتجاهلا هذه الوجبة المهمّة خلال اليوم. كذلك يجب أن يبتعدا من المأكولات التي تحتوي على وحدات حرارية فارغة، مثل الكرواسان والدوناتس، ويركّزا على نظيراتها الصحّية مثل مشتقات الحليب المليئة بالكالسيوم، والفاكهة، والمكسّرات النيّئة.
- تحضير الغداء والعشاء سوياً مهمّ جداً في العلاقة ويشجّع على تناول مأكولات صحّية، والإكثار من الخضار، وتفضيل المأكولات القليلة الدهون وغير المقلية، وعدم الإكثار من الملح، والابتعاد من العجين.
- إختيار سناكات صحّية، كالفاكهة، وتفادي الحلويات والسكاكر والتشيبس…
- عند الرغبة في الأكل خارج المنزل، من الشائع الوقوع ضحيّة الوجبات الدسمة التي تُهدّد الصحّة والرشاقة. ليس المطلوب الامتناع عن الذهاب إلى المطاعم، إنما تفضيل تلك التي تُخصّص لائحة للمأكولات الصحّية، والمشويّة، والفقيرة بالدهون. كذلك من المهمّ عدم احتساء الصودا أثناء الأكل، والاعتدال في الكحول، وتخفيف ساعات الأركيلة.
- أثناء مشاهدة البرامج والأفلام مساءً، من الشائع استهلاك المأكولات المصنّعة والدسمة كالتشيبس. الأفضل استبدالها بوعاء من الفشار المحضّر بقليل من الزيت والملح، فهو يبقى خياراً خفيفاً مقارنةً بالمواد الأخرى.
- من الجيّد شراء المنتجات الغذائية من السوبر ماركت معاً، واختيار الأنواع الصحّية ومقاومة تلك الدسمة كي لا تكون بمتناول اليدين في المنزل.
ومن جهة أخرى، دعت الغزال جميع العشّاق إلى استهلاك المأكولات التالية بانتظام:
الهَليون
مصدر طبيعي للفولات الذي يساعد على الوقاية من تراكم الحامض الأميني «Homocysteine» في الجسم، والذي رُبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات في القلب مثل مرض الشريان التاجي.
البقوليات
مثل الفاصولياء، والحمّص، والعدس. تبيّن أنها تخفّض بشكل ملحوظ معدل الكولسترول السيّئ (LDL). ناهيك عن أنها مليئة بالألياف، والبروتينات، ومواد بوليفينول المضادة للأكسدة التي تؤثر كلها إيجاباً في القلب والصحّة العامة.
التوت
غنيّ بالبوليفينول المضادة للأكسدة التي تخفض أمراض القلب. كذلك يُعتبر التوت مصدراً جيداً للألياف، والحديد، والفولات، والكالسيوم، والفيتامينين A وC، والأهمّ أنه قليل الدهون.
البروكلي
اقترحت الدراسات أنّ استهلاك البروكلي المطبوخ على البخار بانتظام يخفّض مستويات الكولسترول ويقي من أمراض القلب.
بذور الشيا والكتان
تُعتبر من أهمّ مصادر الأوميغا 3 النباتية، والتي تملك منافع عدة تشمل تقليل مستويات كل من التريغليسريد، والكولسترول السيّئ، ومجموع الكولسترول. فضلاً عن أنها تخفّض ضغط الدم وتراكم الترسبات الدهنية في الشرايين.
الشوكولا
وتحديداً الأسود الذي يحتوي على 70 في المئة من الكاكاو على الأقل لتزويد الجسم بجرعة عالية من البوليفينول التي تحارب الجذور الحرّة وتحسّن صحّة القلب. وجد العلماء أنّ الشوكولا الأسود يملك منافع وقائية ضدّ تصلّب الشرايين الذي يرفع خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.
السمك المليء بالأوميغا 3
يُعتبر السمك مصدراً قوياً للأوميغا 3 الصديقة للقلب جنباً إلى البروتينات، وفي المقابل فإنه قليل الدهون المشبّعة. الأشخاص الذين يشكون من أمراض القلب، أو يزداد لديهم احتمال الإصابة بها، عليهم تعزيز جرعة الأوميغا 3 من خلال استهلاك السمك الذي يقلّل من خطر دقات القلب ويُبطئ نموّ الترسّبات في الشرايين.
إستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يجب تناول 100 غ من السمك الدهني، مثل السَلمون والهارينغ والمكاريل والسردين والتونة، مرّتين على الأقل أسبوعياً.
الأفوكا والمكسرات وزيت الزيتون
يحتوي الأفوكا على الدهون التي تدعم صحّة القلب والشرايين. وبالنسبة إلى المكسرات، فإنّ اللوز، والجوز، والفستق حلبي، والبندق تُعتبر كلها مفيدة للقلب. إنها غنيّة بالبروتينات، والألياف، والمعادن، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة.
وعلى غِرار السمك وبذور الكتان والشيا، يتميّز الجوز بكثرة الأوميغا 3 فيه، ما يجعله سناكاً صحّياً يمكن اصطحابُه إلى أيِّ مكان. أمّا في ما يخصّ زيت الزيتون، فيُنصح بسكبه باعتدال على الأكل لغناه بالفيتامين E ومواد بوليفينول المضادة للأكسدة والمفيدة للقلب.
للتمسّك بالابتسامة والرياضة
وإضافةً إلى كل ذلك، شدّدت خبيرة التغذية على «أهمّية أن يدعم الشريك حبيبه من أجل الحفاظ على وزنه وصحّته. فإذا كان الرجل يعاني من تراكم الدهون في محيط خصره، من المهمّ أن تحرص المرأة على تحسين عاداته وإدخال النمط الصحّي إلى المنزل ودعمه من كل النواحي، والعكس صحيح تماماً».
وتابعت: «من المهمّ أيضاً أن يستغنم الحبيبان اللحظات السعيدة قدر الإمكان، بعدما ثبُت أنّ الفرح يُعزّز صحّة القلب والشرايين. جنباً إلى ممارسة الرياضة معاً، فذلك سيشجّعهما أكثر على القيام بحركة تُسلّيهما وفي الوقت ذاته تساعدهما على حرق مزيد من السعرات الحرارية خلال اليوم ودعم الصحّة بشكل عام».