في وقت تكاد تكون زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري الأربعاء الماضي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الوحيدة التي قام بها لمسؤول لبناني، إلا أنها بلا شك مهمة بتوقيتها ودلالتها، إذ أتت في ضوء تجدد الحديث عن زيارة سيقوم بها باسيل إلى دمشق للتنسيق في قضية النازحين السوريين. وردت أوساط باسيل على الربط بين زيارة دمشق وزيارة خوري الخارجية، فأوضحت لـ”المركزية” أن التحضير لأي زيارة يجري عادةً عبر السفارتين، لا عبر الأمين العام للمجلس الأعلى.
وفي حين تعتبر الأوساط أن التنسيق مع النظام السوري أمر لا بد منه لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب للمصلحة اللبنانية، ولإنهاء أزمة النزوح والمشاركة في إعادة إعمار سوريا، تشرح ألّا ضير، في ظل الانفتاح العربي الذي شهدناه مؤخرًا، من التواصل مع السلطات السورية، على غرار الأردن، الذي يرمي إلى حل أزمة النازحين السوريين والذي أرسل وفدًا رسميًا إلى دمشق أخيرًا لهذه الغاية.
ونفت الأوساط أن يكون التنسيق مع سوريا خرقًا لمبدأ النأي بالنفس أو تموضعًا في محور إقليمي، مؤكدةً أن لبنان لا يمكن أن ينأى بنفسه عن مشكلة النزوح الكبرى التي يعاني منها اقتصاده.
وختمت الأوساط أن ملف عودة النازحين يبقى من أولويات الحكومة الجديدة من منطلق تعاونها مع الجانب الروسي، إنفاذًا للمبادرة الروسية من دون أن يعني ذلك أن زيارة باسيل التي يحكى عنها لدمشق، قد حُددت أو أنها ستحصل في المدى المنظور.