كتب عمر البردان في “اللواء”:
بالموازاة مع نيل حكومة الرئيس سعد الحريري ثقة مجلس النواب، يتوقع أن تشهد بيروت مزيداً من حركة الزوار العرب والأجانب، في إطار التشديد على تأكيد الدعم الخارجي للبنان، بالنظر إلى أهميته في المنطقة والحرص على تفعيل عمل مؤسساته والحفاظ على استقراره، دون إغفال حقيقة أن لبنان كان ولا يزال محط تنافس إقليمي في ظل الصراع المحتدم في المنطقة، في حين ينتظر أن تكون للرئيس الحريري في المرحلة المقبلة جولة على بعض الدول العربية والغربية لشرح الموقف اللبناني من التطورات وتعزيز العلاقات الثنائية.
وبالنظر إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه بيروت في استقطاب الاهتمام العربي والدولي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، اعتبرت أوساط بارزة في حزب «القوات اللبنانية»، أن «الحركة الدبلوماسية التي شهدها لبنان في الأيام الأخيرة دليل عافية، بعد القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في بيروت، وهذا يؤكد الاهتمام العربي والدولي بلبنان، بالنظر إلى أهمية ومحورية دوره على مستوى المنطقة»، مشيرة لـ«اللواء»، إلى أنه «كانت هناك محاولة إيرانية من خلال زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي الذي اجتمع ممثلوه في وارسو بأن إيران لديها مواقع نفوذ على مستوى المنطقة وهي لا تأبه لمؤتمرات من هذا النوع، وكذلك الأمر أرادت طهران توجيه رسالة إلى الداخل الإيراني بأنه على الرغم من أزمتها الاقتصادية فإنها قادرة أن تقدم مساعدات، وأيضاً وجهت رسالة للبنانيين بأنها حريصة على مساعدتهم».
ولفتت الأوساط إلى أن «كل هذا الكلام الإيراني بعيد من الواقع، لأن أي مساعدة إيرانية للبنان في ظل عزلة إيران العربية والغربية ستنعكس عزلة على لبنان واللبنانيين، وهذا ما ليس فيه أي مصلحة للبلد فيه، وهذا ما تم إبلاغه للمسؤول الإيراني من قبل لبنان الرسمي، ولا يمكن للبنان أن يقبل أي مساعدات تؤدي إلى عزلته وتطويقه، وإذا كان لبنان يريد أن يفتح نافذة مع إيران، فلن يكون بصدد إغلاق أبواب مع المجتمعين العربي والدولي، خصوصاً وأن المساعدات الأميركية والسعودية لا تقاس مع المساعدة الإيرانية المحدودة، فضلاً عن أن من يستخدم سلاح أميركي لا يقارن بالسلاح الإيراني، وبالتالي فإن كل الكلام الإيراني دعائي، خصوصاً وأن إيران تعاني أزمة جدية على المستوى الاقتصادي، دفعت الحكومة الإيرانية إلى تخفيض موازنتها إلى ما دون الخمسين بالمائة»، مشددة على أنه «مقابل هذه الخطوة الإيرانية التي رفضها لبنان الرسمي، كانت هناك خطوة سعودية عملية بمساعدة لبنان من خلال رفع قرار حظر السفر إلى لبنان، وهذا القرار يحمل في طياته رسالتين: الأولى اقتصادية والثانية سياسية، بما تمثله من رسالة ثقة بأن لبنان جزء لا يتجزأ الشرعية العربية، وأن المملكة العربية السعودية حريصة على استقراره وانتظام مؤسساته، وكذلك الأمر فإنها حريصة على رعايته وأن لا يكون جزءاً من أي محور آخر، كما أنها حريصة في الوقت نفسه على مشروع الدولة داخله، وبالتالي فإن أي خطوة تقوم بها المملكة فإنها تصب في مفهوم الدولة».
ورأت الأوساط «القواتية» البارزة، أن «زيارة المستشار العلولا جاءت لتؤكد على العلاقة التاريخية بين لبنان والسعودية، وعلى حرص المملكة على الاهتمام بلبنان، وبالتأكيد فإنه مقابل هذا الجو فإن على لبنان أن يلتزم بسياسة النأي بالنفس، وأن يؤكد باستمرار على حرصه الالتزام بهذه السياسة في مواجهة الضغوطات الإيرانية، الأمر الذي يؤكد على محوريته في العالمين العربي والدولي اللذين يحرصان على أن يكون لبنان دولة ناجحة، في موازاة الاستعداد لمساعدته اقتصادياً وإخراجه من أزمته، في ظل لحظة صراعية كبيرة جداً على مستوى المنطقة، حيث العالم مستنفر لمواجهة النفوذ الإيراني، بعد دخول المنطقة في وضع جديد، ما يحتم على لبنان الالتزام بسياسة النأي بالنفس لتحييد نفسه عن كل ما يجري حوله».
وعلمت «اللواء» من مصادر حكومية أن «المسؤولين سمعوا من المستشار العلولا ما يدعو إلى الارتياح على مختلف الأصعدة، سيما وأن قرار رفع الحظر سيكون أول الغيث على صعيد إعادة تفعيل العلاقات اللبنانية السعودية، حيث من المتوقع أن تحذو دول خليجية أخرى حذو المملكة العربية السعودية، وتبادر إلى رفع حظر سفر رعاياها إلى لبنان، في إطار تقديم الدعم للحكومة اللبنانية الجديدة»، مشددة على أن «حضور المستشار العلولا كموفد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ذكرى الرابع عشر من شباط، رسالة دعم وتأييد بالغة الأهمية للبنان وللرئيس الحريري وحكومته».