علم أن الرئيس سعد الحريري، وبعد نيل حكومته الثقة، سيقوم بجولة إلى عدد من الدول الخليجية والأوروبية لمتابعة نتائج مؤتمر «سيدر الأول»، وجلب المزيد من الإستثمارات والدعم للبنان، ولكن في المقابل، نقل بعض النواب عن سفراء غربيين وعرب، أن المجتمع الدولي لم يعد بإمكانه تقديم أي دعم للبنان من دون شروط ومتابعة ومواكبة دقيقتين، وإن كان المجتمع الدولي متفهّماً لخصوصية لبنان واعتباراته ويقدّرها ويأخذها بعين الإعتبار، بينما الواقع على الأرض، وبفعل المتابعة لهذه الأمور، فإن هناك متغّيرات كثيرة حصلت من الأميركيين والأوروبيين تجاه لبنان، بحيث باتت الشروط السياسية تتخطى قدرة لبنان على الإلتزام بها، وفي هذا الإتجاه، ثمة سفير غربي يرى أن عدم مشاركة لبنان في مؤتمر «وارسو» لم يكن قراراً صائباً، حتى أنه قال لمسؤولين لبنانيين، أن حضور لبنان أكثر من ضروري، خصوصاً وأن ملف النازحين يحتاج إلى الدعم من الدول التي شاركت في مؤتمر «وارسو».
من هذا المنطلق، فإن الدعم الخارجي يبدو صعب المنال، حيث أكدت الجهة السياسية نفسها، أنه على الجميع قراءة ما حصل في الأيام القليلة الماضية من سباق من دول محورية لها صلة بالملف اللبناني، ما يعني عودة لبنان إلى ساحة مرتبطة بالمناورات السياسية في دول المنطقة، لأن البعض لا يرى أن لبنان قد تعافى وبإمكانه مدّه بالدعم، لأن الصراع السياسي لا زال قائماً، والأجواء الإنقسامية السائدة في لبنان بين مكوّناته السياسية والحزبية، تشكّل بيئة خصبة لأي استثمار أو توظيف أمني من قبل العديد من الأطراف، وبشكل خاص من المنظمات الإرهابية، كما من قبل أطراف تترقّب اللحظة المناسبة لإشعال فتيل التوتّر في الشارع.