لم تخف أوساط وزارية لـ”اللواء” بأن توقيت زيارة وزير الشؤون النازحين السوريين صالح الغريب إلى دمشق، خاطئ في الشكل والمضمون، لأنها تمت دون استشارة رئاسة الحكومة والحصول على موافقتها، فضلاً عن انه لم يضع مجلس الوزراء في صورة الزيارة قبل حصولها، حتى تأخذ شكلها الرسمي، وبالتالي فإن الزيارة تركت أكثر من علامة استفهام ولا يمكن تفسيرها الا انها بمثابة تشويش على الأجواء التوافقية السائدة ضمن الحكومة، من دون ان تستبعد ان تكون مادة سجالية في جلسة الحكومة المقررة الخميس المقبل، لأن قسماً كبيراً من الوزراء غير راضٍ عن هذه الزيارة وسيكون له موقف منها، علماً ان مصادر مقربة من الرئيس الحريري أبلغت المتصلين بها ان زيارة الغريب غير موافق عليها من الحكومة، وبالتالي فإنها تعتبر زيارة خاصة.
الا ان مصادر الغريب قالت لـ”اللواء” ان الزيارة تمت بناءً لخطة الوزير في مقاربة ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وان الحريري كان في جو حصول هذه الزيارة، مشيرة إلى انه تمّ الاتفاق بين الوزيرين السوري واللبناني على آلية جدية لتسريع العودة، وانه سيكون هناك تعاون كبير من الجانب السوري لتحقيق العودة، عبر تسهيل إجراءات عودتهم.
ولوحظ ان المكتب الإعلامي للغريب، هو الذي وثق الزيارة، باعتبارها جاءت تلبية لدعوة رسمية من وزير الادارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، وركز اللقاء على سبل تسهيل اجراءات عودة النازحين بأمان، وأكد الغريب أن “الجانب السوري كان متجاوبا جدا ومرحبا بعودة جميع النازحين”، مضيفا أن “الجانب اللبناني مستعد للعمل مع كافة المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية”.
ومن جهته، أشار مخلوف الى أن “سوريا تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الاجراءات اللوجستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين”.
من جهة أخرى، توقع مصدر مقرّب من وزارة الشؤون النازحين السوريين ان يزور الغريب السراي الكبير، قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء.