أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “ضرورة ضبط الاعلام، لا في حريته انما ضمن سقف الحقيقة”، مشددا في ما خص مسألة ضمان الشيخوخة على انه “سيأخذ طريقه الى التنفيذ، على ان القضاء المختص هو الذي يبت بمخالفات الضمان الاجتماعي”.
وشدد عون على ان “لا سلطة اعلى من سلطة الجيش والقوى الامنية التي قامت مؤخرا بعمليات أمنية كبيرة في المنطقة وأرست الأمن والاستقرار”، مجددا تأكيد “رفض لبنان انتظار الحل السياسي في سوريا من اجل اعادة النازحين، لأنه امر غامض وقد عانى لبنان في هذا السياق مع الفلسطينيين الذين لا يزالون ينتظرون الحل السياسي منذ سبعة عقود من الزمن ولا أفق له”.
وأعرب عون عن الخشية من ان “يكون ما نشهده على حدودنا الجنوبية لجهة قيام كيان قومي يهودي مبررا لما يمكن ان يحصل في سوريا”، مستغربا “موقف بعض الدول الكبرى التي لا تعمل على إعادة النازحين ولا تريدنا في المقابل أن نعمل لتحقيق هذه العودة”.
وعن وضع الحكومة، استغرب عون “ما يثار حول حصول خلافات داخلها، حتى قبل اجتماعها او على الاقل اعطائها مهلة ايام قليلة”، مشددا على انها “ستكون حكومة ناجحة”.
كلام عون جاء في خلال استقباله نقيب المحررين جوزف القصيفي على رأس وفد من مجلس النقابة الجديد، وضعه في صورة برنامج عملها للمرحلة المقبلة.
وتطرق عون الى ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي احيانا من اطلاق السباب والشتائم، واندفاع البعض للدفاع عن الحرية ازاءها، متسائلا: “هل الحرية هي من اجل السباب واطلاق الشتائم”، وقال: “فليكن الفصل بين الشتيمة والحرية، وليحافظوا على حرية النقد المفيد المطلقة، ان في السياسة او في غيرها من الامور والابتعاد عن الشتيمة”.
واعتبر ان “الشتيمة يجب ان تحال على قانون العقوبات لا على قانون المطبوعات، خصوصا ان القانون الجزائي بإمكانه حسم قضايا من هذا النوع، فيما تبقى في معظم الاحيان القضايا المحالة استنادا الى قانون المطبوعات سنوات دون البت بها وتنتفي معها اي قيمة للتدبير المتخذ بموجبه”.
وجدد الرئيس عون موقفه من ان “الصحافة الحرة هي التي تساعد الحاكم في حكمه اذا ما اراد ان يحكم بعدل وصوابية”، لافتا الى ان “الحرية تقيد الحاكم اذا لم يحكم بالطريقة الصحيحة”، مشيرا الى ان “علينا ضبط الاعلام لا في حريته لكن ضمن سقف الحقيقة”.
وإذ لفت الى الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان في ظل ما ورثه من دين عام وتأثره بالازمات الدولية المتلاحقة وحروب المنطقة بالاضافة الى انعكاسات ازمة النازحين السوريين عليه، فأعاد التأكيد ان “بإمكانه تجاوز هذه الازمة”، مشددا على “خطورة الشائعات التي كانت تطلق حول الوضعين المالي والاقتصادي وضرورة الابتعاد عن كل ما يؤدي الى الحاق الضرر بهما”.
وعن موضوع التحذير الاميركي من “مخاطر حزب الله” ونفوذه في الحكومة الحالية، اوضح عون ان “هذه هي الرؤية الاميركية وهي تختلف عن الواقع، فـ”حزب الله” حافظ على وجوده السياسي السابق في الحكومة، وليس صحيحا ان نفوذه على لبنان يزداد، وما يقال في الأوساط السياسية أحيانا في هذا السياق هو مجرد “مزايدات”. وحتى على المستوى الامني حيث يقال ان للحزب نفوذا في الجنوب والبقاع، فلا سلطة اعلى من سلطة الجيش والقوى الامنية التي قامت مؤخرا بعمليات أمنية كبيرة في المنطقة وأرست الأمن والاستقرار”.
وجدد الرئيس عون “رفض لبنان انتظار الحل السياسي في سوريا من اجل اعادة النازحين لأنه امر غامض وقد عانى لبنان في هذا السياق مع الفلسطينيين الذين لا يزالون ينتظرون الحل السياسي منذ سبعة عقود من الزمن ولا أفق له”. وذكّر بالتجربة القبرصية “حين استقبل لبنان اعدادا من النازحين القبارصة خلال النزاع الذي دار في العام 1974 في قبرص، لكنهم عادوا فور اعلان وقف اطلاق النار، فيما لا يزال الحل السياسي للازمة القبرصية غائبا منذ 45 عاما”.
وأضاف: “اما القول ان عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير آمنة، فهو امر مبالغ فيه. فقد تمت اعادة 156 الف نازح من لبنان، ولم يتعرض اي منهم لمضايقات، ولا سبب يدعو لذلك طالما ان المصالحات في سوريا تمت مع الذين بقوا وحملوا السلاح، فكم بالحري مع الذي نزح لتأمين سلامته ولقمة عيشه والابتعاد عن الحرب؟”، لافتا إلى أن “الذين عادوا بملء إرادتهم حتى اليوم هم من غير المسجلين في دوائر المنظمات الدولية”، مشيرا إلى “ما نشهده على حدودنا الجنوبية لجهة قيام كيان قومي يهودي، والذي يبرر ما يمكن ان يحصل في سوريا”، معتبرا ان “ما قاله وزير الدفاع الياس بو صعب لجهة رفض قيام الحزام التركي الآمن في شمال سوريا، هو كلام منطقي لأن مثل هذا الحزام قد يؤدي إلى التقسيم، وهو امر من شأنه منع عودة النازحين واللاجئين. وهذا امر خطير جدا، وعلينا قراءة الاحداث على المدى البعيد وعدم الاكتفاء بمواكبتها او اللحاق بها وخصوصا في الدول الصغيرة”.
وعن زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب سوريا، اعتبر الرئيس عون ان “عدد النازحين السوريين في لبنان يتخطى المليون ونصف مليون نازح، وقد رحب الرئيس بشار الاسد بعودة النازحين جميعا، ونحن في لبنان نعاني من الموضوع. الا يحق للبنان ان يرتاح من مشكلة ألقيت على عاتقه دون ان يؤذي بتدبيره هذا اي بلد آخر؟ هذا امر غير منطقي بتاتا لأنه من مصلحة لبنان اعادة النازحين الى بلدهم، خصوصا ان السلطات السورية ابدت كل رغبة في استقبالهم”.
وعن وضع الحكومة، استغرب عون “ما يثار حول حصول خلافات داخلها حتى قبل اجتماعها او على الاقل اعطائها مهلة ايام قليلة”، مشددا على انها “ستكون حكومة ناجحة”.
وردا على سؤال حول مطالبة المانيا لبنان بتسلم مدير المخابرات الجوية السورية جميل حسن من لبنان، نفى عون علمه بما قيل في هذا المجال، مشيرا الى ان “الاجهزة الامنية لم تطلعني على دخول حسن الى لبنان. اما في حال دخوله خلسة، بسبب صعوبة ضبط الحدود، فيجب التحري والتدقيق كي نعرف حقيقة وجوده في لبنان من عدمها”.
وردا على سؤال حول عدم تطبيق بعض القوانين اللبنانية واستبدال بعضها الآخر بقرارات بمزاجية، “ما يؤدي الى ارباك”، اشار الرئيس عون الى انه مطلع على الامر “وقد وضعت لائحة طويلة بمثل هكذا مخالفات”، مشيرا الى انه يتابع الامر عن كثب وهو طلب “اجراء جردة بمخالفة القوانين على مستوى الوزارات ليتم بحث الامر”.
وردا على سؤال يتعلق بمعرفة اين وصل عون في تطبيقه لشعار محاربة الفساد الذي نادى به منذ البداية، اجاب رئيس الجمهورية: “هناك 5 قضايا على الاقل بتهمة الفساد امام القضاء، وهناك ايضا قضية كبرى مماثلة يتابعها القضاء منذ نحو شهر وفيها 21 عنصرا من قوى الامن الداخلي، ولكن بعض الاعلام لا يتابع الامر بل يتمسك بالشائعات وبتبادل الاتهامات. انا افتش عن هذه القضية في الاعلام فلا اجدها”.
وسئل عن رده على مناشدة البعض له لتفعيل مبادرته من اجل انهاء ملابسات ما جرى في منطقة الشويفات، اشار رئيس الجمهورية الى ان “الازمة على طريق الانتهاء”، وقال: “علينا التوفيق بين الطرفين، وإن كانت هناك بعض الصعوبات في الشكل. ونحن نريد الوئام والوفاق بين جميع اللبنانيين، واول ما قمت به كان في هذا الاتجاه”.
وكان عون استقبل وزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن التي شكرته على الثقة التي اولاها اياها لتسلمها حقيبة الداخلية في الحكومة الجديدة، وعرضت لأولويات عملها في الوزارة من النواحي كافة.
واشارت الحسن الى انها بحثت مع الرئيس عون “في عدد من المواضيع التي تهم المواطنين وتسهل لهم حاجاتهم اليومية، اضافة الى الاوضاع الامنية في البلاد”.
كما استقبل عون النائب جان عبيد وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية.
وفي قصر بعبدا، سفير لبنان لدى الولايات المتحدة الاميركية غابي عيسى الذي عرض مع الرئيس عون العلاقات اللبنانية – الاميركية وسبل تطويرها في المجالات كافة، لاسيما في ما يتعلق بتسليح الجيش بالاضافة الى ملف النزوح السوري والقطاع المصرفي.