كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
ساهم إنتشار الشبكات التي تعتمد موجات الراديو بمختلف طبقاتها إلى تزاحم وتشويش عبر هذه الموجات. وأخيراً بدأت مشكلة إدارتها تتفاقم، فلاحت الحاجة الى حلّ لنقل البيانات لاسلكياً بطريقة آمنة بعيداً من الموجات.
تتيح تقنية «LiFiMax» الجديدة التي تنقل البيانات عن طريق الموجات الضوئية، نقلَ البيانات بسرعة تصل إلى 100 ضعف سرعة تقنية «واي فاي» المستخدَمة حالياً، وذلك لأنّ تردّد الضوء أكبر بعشرة آلاف مرة تقريباً من تردّد موجات الراديو المستخدَمة لنقل البيانات. وللمقارنة، فإنّ تردّد الضوء المرئي يصل إلى 400 تيراهرتز بينما تردّد شبكات «واي فاي» تصل أقصاها إلى 5 غيغاهرتز. إضافة إلى سرعتها العالية جداً، هنالك ميزة أخرى مهمة في تقنية «LiFiMax»، وتتمثّل في أنها تعمل عبر الموجات الضوئية في نطاق محدود، وبالتالي فإنها تكون محميّةً من التجسّس وهجمات القرصنة الإلكترونية.
طريقة العمل
يمكن تشغيل شبكات «LiFiMax» في المنازل والمكاتب والغرف عن طريق مصابيح «LED» المركّبة في سقف الغرفة، التي تومض بشكل سريع جداً لا يمكن للعين المجرَّدة ملاحظتها. وهذه الومضات تشكّل كودات تقوم أجهزة الإستقبال بتحويلها إلى بيانات، لتتمكّن أجهزة الكمبيوتر وتلك المحمولة من قراءتها. في السياق عينه، يمكن إستخدام تقنية «LiFiMax» عند إطفاء الأضواء. لكن في هذه الحالة يجب إستخدام أنواع خاصة من أضواء «LED» يمكن التحكّم بشدة أضاءتها الى درجة ضئيلة لا يمكن ملاحظتها بالعين، ولكن هذا سيؤثر على سرعة نقل البيانات.
ميزات وسلبيات
لتقنية «LiFiMax»ميزات مختلفة، منها سرعتها التي تصل الى 224 غيغابايت في الثانية، ما يسمح بنقل ملفات كبيرة الحجم وبتصفّح الإنترنت والأفلام عالية الجودة بإستقرار وسرعة. على صعيد الأمان، توفر هذه التقنية نسبة أمان عالية كونها غير معرَّضة للإختراق مثل موجات الراديو. فبإعتمادها على الضوء، إنّ إستخدامها سينحصر ضمن مكان محدَّد، إضافة إلى أنها لا تنفذ عبر الجدران ما يرفع مستوى الخصوصية والأمان أيضاً. في سياق متصل، لا تقوم تقنية «LiFiMax» بالتشويش على أيٍّ من الأجهزة أو المعدات الالكترونية الحساسة كما في التقنيات التي تعتمد شبكات الراديو. لذلك قد تحلّ هذه التقنية مشكلة إستخدام الإنترنت على الطائرات وفي أماكن أخرى حساسة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن إستخدام تقنية «LiFiMax» تحت سطح الماء، كونها تعتمد الضوءَ الذي يستطيع النفاذ تحت سطح الماء لمسافات معيّنة. وفي ما يتعلّق بالتغطية، من المعروف عن نقاط الإتصال اللاسلكية لشبكات «واي فاي» أنها تغطي مسافة وسطية تصل الى 32 متراً، أما «LiFiMax» فيمكن زيادة مسافتها بزيادة عدد اللمبات الـ»LED» دون الحاجة لتجهيزات إضافية. وعلى الرغم من الميزات المتعددة، هنالك عيب كبير ما زال يواجه هذه التقنية وهو أنه لا يمكن إستخدامُها في ضوء النهار، ويجب أن يكون الوسط مظلماً بعض الشيء لكي يصل الضوء إلى المستقبل بوضوح. وبحسب الخبراء، قد تحتاج تقنية «LiFiMax» إلى سنوات قبل أن تدخل الخدمة، لكنها ستشكّل بالتأكيد مستقبل أنظمة الإتصال في السنوات المقبلة.