كتيت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”:
“أحاول جاهداً أن أدخل في علاقة حب مع فتاة جديدة، لكن عبثاً، فالأمور لا تنجح، حتى إنني لا أشعر برغبة حقيقية بذلك. يجب أن أبدأ من جديد فقد تعبت من مراقبتها سعيدة مع شريكها الجديد منذ حوالى السنة، كيف أجد الطريق لأحبّ من جديد»؟
لم يتوصل ريشار إلى تخطي الماضي والإنطلاق نحو مغامرة جديدة مشرقة في حياته العاطفية، وكم من ريشار في عائلاتنا ومجتمعنا القريب والبعيد؟
لماذا يصعب أحياناً الدخول في علاقة جديدة؟ كيف نستعد لذلك؟ هل لنا دور في جذب الآخر؟ ما هي المواصفات التي يجب أن نتحلّى بها؟
نولد كبشر مع حاجة طبيعية للحب الذي هو مصدر للفرح والإستقرار والرضا عندما نعيشه، وللحرمان والوحدة والحزن عندما نفقده. ولا يقتصر موضوع حاجتنا للحب على حبّ الآخر لنا، بل نحتاج بطبيعتنا أن نحب ونهتم بالحبيب، ونعبّر عن ذلك من خلال العناق والكلام المعسول والخروج معاً…
فعندما نكون بعلاقة عاطفية جيدة وناجحة، ينعكس ذلك استقراراً وأماناً على الأصعدة العائلية والعملية والإجتماعية. لكن قبل أن يحبّنا الآخر ويتقبّلنا بحسناتنا وسيّئاتنا، علينا بدايةً أن نحب أنفسنا ونقدّر ذواتنا ونسامحها على أخطاء سابقة، كي نتمكن من تخطي التجارب الأليمة.
يعاني الكثير من الأشخاص من غياب الحب عن حياتهم في مرحلة معينة بسبب الظروف أو نتيجة خيار معين، وقد يستمر ذلك لفترة طويلة. فقد قرّرت إيميلي عدم الدخول في علاقة عاطفية جديدة بعد اكتشافها خيانة حبيبها لها مع أعزّ صديقاتها.
أما فريدي، فقطع علاقته مع حبيبته بسبب شكواها الدائمة من غيابه، فهو يعمل ثمانية عشر ساعة في اليوم، حتى أيام الآحاد والأعياد كي يتمكّن من شراء الدواء لوالدته التي تعاني من السرطان منذ سنوات، وهو لا يفكر في إقامة علاقة عاطفية جديدة إلى أن يحدث أمر يغيّر ظروفه الراهنة.
من الطبيعي والبديهي أن يحب المرء شخصاً معيّناً، وغالباً ما يحدث ذلك بشكل عفوي وغير مقصود، فينجذب بين ليلة وضحاها إلى مَن تعرّف اليه صدفة، أو من يلازمه لوقت طويل في مكان العمل، كما قد يقع في حب شخص قريب. وكم من الأشخاص يدخلون إلى حياتنا في سهرة أو حفل أو مناسبة إجتماعية معيّنة؟ ولكن لماذا يدخلون في هذه المرحلة بالذات؟
لو رغبنا بجذب حبيب يملأ حياتنا شغفاً واهتماماً وأماناً، علينا التحلّي ببعض الصفات والميزات التي تساهم في جذب الآخر، الباحث عن الحب كحالتنا.
إليك عزيزي القارئ بعض التعديلات الأساسية التي ننصحك بها في حياتك اليومية:
- إفتح النوافذ ودع الهواء النقي يدخل إلى جسدك ومنزلك ومكان عملك.
- أضف الورود والنباتات الخضراء إلى المكان الذي تتواجد فيه.
- أضف الألوان إلى ملابسك.
- إبتعد من الأماكن والأشياء التي تذكرك بعلاقتك السابقة التي لم تعد تسعدك.
- أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين.
- إبتسم وكن خفيف الظل.
- أخرج مع الأصدقاء والمجموعات بهدف التسلية.
- مارس النشاطات الرياضية والترفيهية.
- لا تتردّد في السفر إلى أماكن جديدة.
- إستمع للموسيقى الفرحة وارقص متى سمحت لك الظروف.
- تفاءل وثق بأنك سوف تلتقي بالشخص المناسب وستفرح من جديد.
- إهتم بمظهرك الخارجي، من ملابس وزينة وشعر وعطر…
- دعك من البكاء على الأطلال وابدأ من جديد.
- قدّر النعم والفرص التي تحصل عليها.
- تعوّد على مجموعات وأماكن جديدة وفرحة.
تتغيّر ظروف حياتنا تبعاً للأحداث والتجارب التي نمر بها، فيدخل على يومياتنا بعض الناس ويخرج آخرون، وبالرغم من ذلك نكمل طريقنا.
وهناك دائماً مفارق في الحياة بعد عمل جديد أو بيت أو سفر أو حتى فقد. والأهم أن نبقي انفعالاتنا وعلاقاتنا تحت السيطرة مع الإحتفاظ بالتفاؤل وعدم تجاهل العطايا التي أنعم علينا الله بها.