IMLebanon

قوّة التسارع العكسية… الخطر الأوّل أثناء التعرض لحادث

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

تتسبّب الإصابات الناجمة من حوادث المرور في خسائر كبيرة للأفراد وأسرهم على حدّ سواء. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حوادث خطيرة، هي السرعة الزائدة والقيادة المتهوّرة.

أكدت جميع الدراسات حول العالم وجود علاقة مباشرة بين الزيادة في متوسط السرعة وإحتمالات وقوع الحوادث ومدى خطورة العواقب المترتبة عليها.

وعلى الرغم من تطور أنظمة الحماية في السيارات، إلّا أنها لم تتمكن حتى الآن من التغلب بشكل فعال على القوى الفيزيائية الناتجة عن الحوادث. فالسيارات الحديثة مجهّزة بالأحزمة والوسائد الهوائية التي تمتص إندفاع الجسم إلى الأمام، وكذلك مبنية على أساس أنّ هيكلها يمكنه أن يتحطم في أجزاء معينة لتخفيف قوة الصدمة، لزيادة زمن تباطؤ السيارة من سرعتها إلى سرعة صفر أثناء تعرضها لحادث.

وهذه الأنظمة، مهمتها فقط الحدّ من قوة التسارع العكسية التي تُعتبر الخطر الأول اثناء التعرض لحادث. وقوة التسارع العكسية، هي إجابة على تساؤل يطرحه الكثيرون، وهو لماذا يتعرض الأشخاص لإصابات بالغة في الحوادث على الرغم من بقاء مقصورة الركاب سليمة؟ أو لأوجاع في الرقبة والجسم في حالات الإصطدام الخفيفة؟

قوة التسارع العكسية

من المعروف أنّ قوة التسارع أو «G-Force»، هي عبارة عن مقدار قوة الإنطلاق أو الإندفاع بالطاقة القصوى. وهذه القوة عندما تزيد عن مقدار معيّن تتحوّل إلى كابوس على الجسم البشري. وهذه القوة لا يمكن الشعور بها سوى في الطائرات والسيارات الرياضية عند الإنطلاق والتسارع.

في المقابل، فإنه هنالك قوة تسارع عكسية كبيرة ناتجة عن التباطؤ السريع، وتنتج بسبب التوقف المفاجئ وبسبب الحوادث، تؤدي إلى حدوث تغييرات شديدة في الجسم البشري قد تصل إلى الموت. فالركاب داخل السيارة تعادل سرعتهم سرعة السيارة نفسها.

وعندما تتوقف السيارة بسرعة جراء حادث إصطدام، تنتقل سرعة التوقف إلى الركاب، ما قد يعرضهم لإصابات. بشكل عام، عند تعرض شخص لحادث تبلغ قوة تسارعه العكسي «2G»، يزداد وزنه إلى ضعف وزنه العادي، وعند بلوغ قوة التسارع العكسية «8G» يحدث فقدان الوعي وقد يقترن ذلك بكسور في العظام، أما عند «10G» فيحدث الإغماء مباشرة، وعند «14G» تحدث إصابات بالغة الخطورة قد تؤدي إلى الموت.

أما في حوادث السير، إذا كانت السيارة منطلقة بسرعة 30 كيلومتراً في الساعة، وإصطدمت بحائط صلب، تتولّد قوة تسارع عكسية تعادل «7G».

أما إذا كانت منطلقة بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة وإصطدمت بحائط صلب، تصل قوة التسارع إلى نحو «20G»، وهو ما يؤدي غالباً إلى الموت.

لكن لحسن الحظ أنّ الإصطدامات في حوادث السيارات، لا تكون دائماً بحائط صلب. فالإصطدام بسيارة أخرى أو بجسم غير ثابت، يقلّل من مخاطر قوى التسارع العكسية، لأنه يزيد زمن التوقف من سرعة السيارة إلى الصفر بسبب حركة السيارة الأخرى التي تؤدي أيضاً إلى إمتصاص جزء من قوة الإصطدام. في الخلاصة، كلما زادت سرعة السيارة كلما كان تأثير قوة التسارع العكسية عند الإصطدام أعلى وعواقبها أخطر، والعكس صحيح. فالتحلّي بالمسؤولية والإلتزام بالسرعة المحدّدة قانوناً ووضع حزام الأمان، يمكنها أن تجنّبَ الكثير من العواقب الوخيمة الناتجة عن وقوع حادث.