أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في مؤتمر صحافي مع الوزير جبران باسيل إثر وصولهما إلى لبنان من قمة شرم الشيخ، عن سرورها لأن تعود إلى “بيروت الجميلة كصديقة للبنان، كما كان سروري كبيرًا بالسفر مع رئيس الحكومة والوزير باسيل والوفد اللبناني إلى القمة العربية الاوروبية قادمين من شرم الشيخ، وأرى أن هذه الرحلة كانت ذات دلالة لأن لبنان هو الأقرب إلى الدول الأوروبية من النواحي الثقافية والاقتصادية ومن ناحية الصداقة التي تربطنا به. وسوف اتشرف الثلثاء بافتتاح المقر الجديد لبعثة الاتحاد الاوروبي برفقة رئيس الحكومة سعد الحريري لنحتفل بأربعين سنة على وجودنا في لبنان، وهي أربعون سنة من الصداقة والعمل المشترك”.
وأضافت: “إننا هنا لمواكبة لبنان ودعمه بما في ذلك المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان والتي نعرفها جيدًا، وكأصدقاء نتفهم المشاكل ونحن مستعدون للتنسيق مع لبنان بغية تجاوزها. لقد بحثت مع الوزير باسيل الوضع في سوريا والتحضيرات لاجتماع بروكسل في منتصف آذار المقبل، ودعم عمل المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا غير بيدرسون الذي التقيته الجمعة الماضي، في عمله الرامي إلى إيجاد السبل الآيلة إلى إنهاء الحرب في سوريا والتي لم تنته بعد. وبحثت مع الوزير باسيل في سبل المساعدة في تطبيق القرار 2254 بكامله، وهو يشكّل بوصلة للعمل الذي نقوم به، ومساعدة السوريين على إنهاء الحرب والتوصل إلى السلام وتوفير الظروف للعودة الآمنة والطوعية والكريمة”.
وتابعت: “لا أنسى أنني كلما التقيت باللاجئين السوريين في لبنان، أسمع منهم رغبتهم في العودة إلى بلدهم في ظل ظروف آمنة. ونأمل أن يحصل ذلك في أقرب وقت ممكن، والاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده من الناحية السياسية لكن أيضًا من الناحية الاقتصادية للمساعدة في هذا المسار. وأكرر أن الحرب لم تنته بعد، ونثق بالعمل الذي يمكن أن ينجز بقيادة الأمم المتحدة من الناحية السياسية، وفي ضوء عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد التقيت مدير الوكالة صباحًا فيليبو غراندي والذي نثق بعمله بالكامل. وكما أكدت للوزير باسيل، فإن مؤتمر بروكسل يمثّل الفرص المتاحة للاتحاد الأوروبي لتأكيد دعمنا للبنان وللأردن وتركيا، وللدول المضيفة الأخرى في المنطقة، من خلال دعم المجتمعات المضيفة وحشد الدعم الدولي للسوريين ودول المنطقة، لأننا لا نريد ان تغيب سوريا عن أولويات المجتمع الدولي. وسوف يواصل الاتحاد الأوروبي التركيز على حل الأزمة بالطرق الديبلوماسية والسياسية وكذلك الاقتصادية. وسوف نتابع بحث المسائل الأخرى، لاسيما المواضيع الاقتصادية والمسائل ذات الاهتمام المشترك”.
وردًا على سؤال، قالت موغيريني إن “القرار الذي أعلنه وزير الداخلية البريطاني هو قرار وطني لدولة ما تزال عضوًا في الاتحاد الأوروبي، لكنه داخلي ولا يؤثر على موقف الاتحاد الاوروبي المعروف والذي يبقى من دون تغيير، وهو إدراج الجناح العسكري وليس الجناح السياسي لـ”حزب الله” ضمن لائحة الإرهاب”.
وردًا على سؤال عن تباين في موقفي فرنسا وبريطانيا تجاه “حزب الله”، قال باسيل: “أعتقد أن المفوضة موغيريني أوضحت ذلك، والاتحاد الأوروبي لا زال على موقفه. وموقف دولة هو موقف سيادي للدولة إنما لا يؤثّر على موقف الاتحاد ككل. واليوم شهدنا موقفًا لدولة أوروبية، تبعه مباشرةً موقف آخر متباين لدولة أخرى. ما يؤكد أن القرار يبقى لدولة بريطانيا، وفي كل الأحوال، كما سمعنا من البريطانيين وكما يرغب لبنان في الحفاظ على العلاقات القائمة مع بريطانيا، والأهم أن لبنان هو المعني لأن القرار يطال مكونًا لبنانيًا وبالتالي يطال كل لبنان”.