لا زال ملف النفايات يستحوذ على الكثير من الجدل والاخذ والرد تقنيا وسياسيا، وربما وسط ضياع في التفاصيل في وقت ان النتيجة واحدة: لا معالجات جذرية تزيح هذا الكابوس القاتل عن صدور اللبنانيين. وفي هذا الاطار لا تزال مشكلة الروائح المنبعثة من مطمر برج حمود تتفاقم حيث ان الكثير من سكان المنطقة مرورا بالمناطق المحيطة وصولا الى الاشرفية وما بعدها رفعوا الصوت في الساعات الأخيرة خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تزايد الروائح بشكل غير محتمل.
وفي وقت اعلن وزير البيئة فادي جريصاتي في السادس من شباط ان الروائح المنبعثة جزء من الحل، عادت الروائح بشكل قوي رفع خلاله المواطنون الصوت؟ ماذا يقول ائتلاف إدارة النفايات في هذا المجال؟
تشرح سمر خليل الاخصائية بالادارة البيئية وعضو في ائتلاف ادارة النفايات في حديث لـIMLebanon ان المعلومات تشير الى ان الروائح التي تنتشر في هذه الفترة ناتجة عن النفايات التي تكدست جراء الاضراب السابق لعدم فتح المطمر حيث وضعت في النفايات في مرآب من دون إدخالها في المطمر وبقيت حتى هذه الفترة التي يحاولون خلالها طمرها مجددا، لافتة الى ان نتيجة تكدسها لفترة طويلة حصل تخمر للنفايات كون اكثرها مواد عضوية كما ان معمل “الكورال” متوقف منذ اكثر من سنة ونصف وكل المواد العضوية تذهب الى برج حمود. وتلفت الى ان تخمر هذه المواد العضوية يؤدي الى هذه الروائح، وبالتالي حين يجري العمل على “فكفكة” هذا “الجبل” فان التخمر يؤدي الى تكشف الغازات وتطايرها وتؤدي الى الرائحة لكنها تشدد على ان هذا الامر لا يجب ان يتم تنفيذه بهذه البساطة انما توجد طرق علمية لتخفيف انبعاثات النفايات وروائحها مثل تهوئة الغازات او سحبها او رشد مواد على هذه المواد العضوية تخفف من الروائح. كما انه تشدد على ان لا احد يعلم ماذا يجري داخل المطمر فعليا باستثناء ما يتم إعلانه للاعلام.
وعما اذا كانت هذه الغازات مؤذية، توضح خليل ان الغازات المنبثعة تتضمن غاز الميثان ومواد مهدرجة وبالتالي فثمة واد عضوية متطايرة لا يمكن الا يكون ثمة ضرر ناتج عنها بالمطلق، لكن ذلك يختلف حسب نسبة تركيز النفايات التي تصل الى الناس إضافة الى ان طريقة تفاعل كل شخص معها فهي بالتأكيد مثلا تؤثر على المصابين بالربو والأطفال والعجزة اكثر من غيرهم. وتقول انها بادنى تقدير تسبب ضررا ففي بعض المناطق التي تعاني من الروائح يتحدث عن الناس عن شعورهم بحريق في اعينهم كما ان من لديه حساسية يتأثر كثيراً.
خليل تؤكد ان سوء الإدارة الذي يعيشه لبنان في ملف النفايات مستمر منذ عام 1997 حيث تطبق الدولة خطة طوارئ منذ اكثر من 20 عامًا، مشددة على انه لو تم التحرك منذ اليوم الأول لازمة النفايات في 2015 عبر الفرز من المصدر وتخفيف كميات الطمر وتوسيع معامل التسبيخ وإجراءات كثيرة أخرى لما كنا وصلنا الى هنا لكنها تعرب عن اسفها لاستمرار التمييع وصولا الى ردم البحر بالنفايات والآن يريدون المحارق لحرق نفايات لا يمكن حرقها!
يورغو البيطار