النائب محمد كبارة مقتنع بضرورة الاستقالة والاستفادة من الفرصة الذهبية التي يرى أنها استجدت بعد طعن المجلس الدستوري بنيابة ديما جمالي، وذلك بتوريث مقعده النيابي الى نجله كريم، في معركة يخوضها في عقر داره وتعد الأسهل استنادا الى الرقم المرتفع من الأصوات الذي حصده كبارة في الانتخابات النيابية في مايو الماضي، حيث نال منفردا 10 آلاف صوت تفضيلي.
إذا صحّ أن النائب محمد كبارة فسيستقيل فعليا ليترشح نجله كريم عمليا، فإن «الفيحاء» ستشهد معركة انتخابية حامية الوطيس على مقعدين سنيين أساسيين يحددان الأحجام الفعلية للأقطاب السنة في عاصمة الشمال، علما ان معركة من هذا النوع ستشهد اصطفافات متداخلة للحلفاء المفترضين نتيجة المصالح المناطقية الضيقة التي سيحتسب لها أقطاب المدينة ألف حساب.
وتلفت أوساط متابعة الى أن الرئيس نجيب ميقاتي وحتى الوزير السابق محمد الصفدي وغيرهما من الأقطاب والشخصيات الفاعلة في عاصمة الشمال، والتي لديها حسابات أخرى مناطقية، قد تراجع حساباتها في تجيير أصواتها في حال إصرار كبارة الأب على الاستقالة وترشيح نجله على المقعد السني الثاني في طرابلس.
بعدما استدعى الرئيس سعد الحريري القيادي «المستقبلي» مصطفى علوش، وتمنى عليه «باسم الوفاء» العدول عن ترشحه للانتخابات الفرعية في طرابلس وحضه على دعم جمالي، استدعى الحريري كريم محمد كبارة ظهر الاربعاء محاولا إقناعه بضرورة العدول عن الترشح، وإقناع والده بعدم الاستقالة من مقعده النيابي «نظرا لدقة وضع تيار المستقبل في طرابلس وضرورة عدم إحراجه أمام حلفائه المفترضين، في حال أقدم اثنان محسوبان على تيار المستقبل على الترشح، أي جمالي وكبارة الابن».
ولعل ما يدفع الحريري أيضا الى تجنب التورط في معركة انتخابية للاحتفاظ بمقعدين غير محسومين، توجس تيار المستقبل من مواجهة اللواء أشرف ريفي في عقر داره والاستعداد للمواجهة في حال حسم ريفي ترشيحه، فيما يرصد «المستقبليون» تريثه وترقبه قبل إعلان موقفه في ١٤ آذار لرمزية الذكرى.