يرفع حزب الله منذ إعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في يناير الماضي شعار “الحرب على الفساد ومحاسبة الفاسدين”، بيد أن توجيه هذه الحرب نحو استهداف طرف بعينه، أفقد هذه الحرب مصداقيتها لدى الكثير من اللبنانيين.
وتعتبر أوساط سياسية أن المعركة التي يخوضها حزب الله هي في واقع الأمر محاولة لتوجيه الرأي العام المحلي في ظل الضغوط الدولية التي يتعرض لها، والتي يرجح أن تزداد وطأتها، فضلا عن كون الحزب يريد تصفية حسابات مع خصوم سياسيين لطالما وقفوا في وجه تدخلاته الإقليمية خدمة لأجندة إيران والنظام السوري.
وتشير الأوساط إلى أن الحزب أبعد ما يكون عن محاربة الفساد، لأنه أحد المتورطين فيه سواء لجهة امتلاكه لسلاح غير شرعي أو في قيادته لعمليات التهريب، واحتضان الفارين من العدالة في البقاع وغيرها.
وقال السنيورة “إن الكلام عن عدم وجود مستندات نكتة سمجة هدفها تشويه صورة كل الحكومات التي رأسها رفيق الحريري والنيل منه ومن كل رؤساء الحكومات الذين أتوا بعده بمن فيهم سعد الحريري”.
وأضاف أن “الفساد الأكبر هو الفساد السياسي، ويعتبر فاسدا سياسيا كل من يقيم دويلات داخل الدولة، ومن يعطل الاستحقاقات الدستورية ويحول دون تطبيق القانون”.