بعد قطعها عنهم لمدة عام بسبب تقليص المساعدات الدولية المقدمة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أعاد برنامج الغذاء العالمي العمل بــ”بطاقة الاغذية” للنازحين السوريين في الجنوب، ما أثار مخاوف عبرت عنها مصادر جنوبية، بالقول لـ “المركزية” إن “نحو 40 الف نازح سوري يستفيدون من هذه البطاقة، الامر الذي لا يبشر بالخير، ويعيد إحياء هواجسنا حول وجود نية لدى المجتمع الدولي بإبقاء النازحين في لبنان”، مؤكدة أن “هناك سوريين عادوا الى لبنان، بعد أن اتصل بهم اقربائهم، للاستفادة من بطاقة الاغذية الشهرية، وهم سلكوا لهذه الغاية طرقا غير شرعية، وقبضوا المساعدات وباعوها وعادوا الى سوريا عبر مهربين لقاء 30 الف ليرة عن كل شخص”، ومشيرة الى أن “الامر بات يتكرر بداية كل شهر”، داعية الى “وضع داتا جديدة بأسماء النازحين، ليشطب نهائيا اسم كل نازح عاد الى سوريا”.
ولفتت الى أن “معاناة المواطنين مع النازحين، لا تقتصر على مشاركتهم أماكن سكنهم وطعامهم وسحب فرص العمل منهم وحسب، فقد تحول عدد منهم الى رؤساء عصابات لسرقة السيارات والاسلاك الكهربائية، فضلا عن تجارة المخدرات وتوزيعها على طلاب الجامعات والثانويات، وتهريب المازوت من سوريا حتى أنهم أنشأوا أسواق للدعارة على الطرقات وفي البساتين، والبعض الآخر يقوم بتزوير العملات بإتقان شديد”.
وسألت المصادر “ما حاجة النازح لبطاقة التغذية، وتأمين التعليم المجاني لاولاده، بعد أن تحول الى موظف، وحتى رب عمل، يقارع اللبناني في عمله، والبعض منهم يعيش في أوضاع اقتصادية أفضل بكثير من أوضاع العديد من العائلات الجنوبية فكل عائلة سورية تحصل على 650 الف ليرة بدل تدفئة سنوية واجرة منزل..”.
وأشارت الى أن “مفوضية اللاجئين تواصل ضخ المخاوف في نفوس النازحين الراغبين في العودة، وبتنا نشهد السيناريو نفسه عند كل قافلة عودة”، لافتا الى أن “في إطار العودة الطوعية التي نظمها الامن العام أمس لحوالي 100 نازح، كان موظفو المفوضية يطرحون أسئلة مثيرة للقلق على النازحين قبل صعودهم الى الباصات، في عملية استجواب صريحة، الهدف منها تخويف النازحين وحضهم على عدم المغادرة تجنبا “للمصير الاسود” الذي ينتظرهم في سوريا تحت حجة انعدام الامن والاستقرار في سوريا”.
واعتبرت أن “العودة بـ”القطّارة” التي تحصل كل أسبوع، وتفعيل المساعدات المادية في لبنان، بوادر لا تبشر بالخير”، مشيرة الى أن “هناك جهات دولية تجهد لوقف عودة النازحين وابقائهم في لبنان”، مضيفة “لبنان قادم لا محالة على انفجار اجتماعي ان بقي الوضع على ما هو عليه”، لافتة الى أن “هناك 20 ولادة جديدة لسوريين كل شهر على مستوى لبنان ككل، 8 منها في الجنوب، وهذا الوضع لن يتبدل ما دامت المساعدات الدولية تصلهم في لبنان على أكمل وجه، والاجدى بالمنظمات الدولية أن توجه وجهة مساعداتها الى سوريا، الوجهة الانسب للنازحين وللمجتمعات المضيفة على السواء”.