ينأى رئيس الحكومة سعد الحريري بنفسه عن القضايا الداخلية في هذه المرحلة، وقد إنسحب نأيه على “محرّمات”، فلم تصدر حتى الآن أي إشارة منه تدلّ إلى وقوفه الى جانب الرئيس فؤاد السنيورة في وجه الحملة التي استهدفته أخيراً.
لكن “المقدمة الدفاعية” عن السنيورة التي بثها تلفزيون “المستقبل” مساء أمس الأول، دلّت الى أنّ الحريري كان على علم مُسبق بها، على رغم من أنّ البعض اعتبر أنّ هذا الرد جاء متأخّراً، وأنّ هذه المقدمة الإخبارية كانت رداً على مقدمة قناة “أو. تي. في” أكثر منها على “حزب الله”.
وجرى الاثنين اتصال هاتفي بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، لتطويق ذيول الإشكالية التي نتجت من مضمون المقدمتين. وأكّدت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” أنّ “ما حصل في نهاية الأسبوع المنصرم، “ليس إلّا “زوبعة” في فنجان ولم تؤثر على متانة العلاقة بين التيارين”.
وأفادت “اللواء” بأن الاتصالات بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، انتهت إلى تبريد الأجواء، معتبرة ان الحملات التلفزيونية انتهت عند حدودها “ولا خلفيات مدبرة وراء هذا السجال”.
وتبعاً لمفاعيل الاتصال بين الحريري وباسيل، أكدت مصادر مسؤولة في “المستقبل” و”التيار الحر” لـ”اللواء” ان الاشتباك الاعلامي انتهى في ارضه، وانه ليس نتيجة سبب مباشر او موقف او اجراء من احد الطرفين. وقالت مصادر “المستقبل”: ان الموضوع انتهى عند هذا الحد، حيث صدرت مواقف معينة جرى الرد عليها، ولن نقول اكثر، مشيرة الى ان لا خوف لا على التسوية الرئاسية ولا على التضامن الحكومي.
اما مصادر “التيار” فقالت: ان مقدمة نشرة “او تي في” السبت الماضي كانت مجرد قراءة سياسية في موضوع الحسابات المالية، جرى فهمها بطريقة خاطئة، وانها استهداف للرئيس فؤاد السنيورة وتيار “المستقبل”، ونؤكد ان هذه هي حدود الموضوع وانتهى عند هذا الحد. ولا توجه لدينا لفتح مشكل سياسي او سجال اعلامي.