كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
بدأت شركات تكنولوجية عدة وضعَ أهداف جديدة نصب أعينها لتأمين الإنترنت على نطاق عريض حول العالم باستخدام مجموعات من الأقمار الإصطناعية التي تدور على المدار المنخفض حول الأرض.
تعمل شركات عدة على تطوير أقمار إصطناعية جديدة وصغيرة وقليلة التكلفة، في خطوة أولى ضمن خطة توفير إنترنت فائق السرعة من الفضاء للملايين من الناس على الأرض.
فقد تقدمت 11 شركة أميركية أخيراً بطلب لهيئة الاتصالات الفيدرالية وغيرها من الجهات التنظيمية المعنية بالاتصالات لبث إنترنت النطاق العريض من أكثر من 15000 قمر إصطناعي تدور على إرتفاعات أقرب من الأرض مقارنة بأقمار الإتصالات التقليدية، معلنة بداية عصر جديد من الاتصالات العالمية.
ومن هذه الشركات «سبيس إكس» و«ستار لينك» و«وان ويب». ومن المتوقع أن يرى الفضاءُ الخارجي في المستقبل القريب إزدحاماً كبيراً لعشرات الآلاف من الأقمار الإصطناعية، التي ستساعد الرادارات الأرضية في توجيهها ضمن مسارات آمنة تجنّباً لإصطدامها ببعضها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأقمار الإصطناعية المخصّصة لبثّ الإنترنت معَدَّة للعمل لفترة سبع سنوات. وبعد إنتهاء صلاحيتها، سينتهي بها الأمر للإحتراق في الغلاف الجوي أو سيتم توجيهها إلى مدار خاص بعيد من الأرض، يُستخدم للتخلص من الأقمار الإصطناعية بعد انتهاء صلاحيتها.
تحوّل جذري
بفضل طفرات تكنولوجيا الحديثة، من المتوقع أن يزيد النموّ في توسيع نطاق توافر الإنترنت وزيادة سرعته عبر الأقمار الصناعية وبناء البنى التحتية له.
وهذا ما سيؤدي إلى تحوّل جذري في طريقة توصيل الإنترنت إلى المستخدمين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أنّ هذه الأقمار مهمتها الحالية توصيل الإنترنت فائق السرعة إلى البلدان النائية والفقيرة، إلّا أنها تشكل بداية عصر جديد من الإتصالات، سينتشر على نطاق أوسع في السنوات القليلة المقبلة.
تحسين الخدمة وتخفيض الأسعار
تتميّز إتصالات القمر الصناعي بسرعة أكبر، تفوق سرعة نقل الإشارات عبر سلك الألياف الضوئية، إذ إنّ المدارات الشديدة الإنخفاض تقلّل تأخيرات الإرسال، فتسافر الموجات الضوئية بدورها بسرعة أكبر في الفضاء منها في الألياف.
ومن المرجح أن تأخذ الأقمار الإصطناعية مكان الكابلات في مجالات الإتصالات ونقل البيانات وتساهم، في خلق منافسة جديدة تؤدي إلى تحسين الخدمة وتخفيض الأسعار.
كذلك ستساهم هذه الطريقة في تسريع تطوير تقنية «إنترنت الأشياء» التي تعتمد بشكل رئيسي على ضرورة الإتصال بالشبكة من أيّ مكان وزمان.