أشار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أن “الانهيار المالي يعني انهيار الدولة ونحن في “حزب الله” شعرنا في العام 2018 بأننا أمام واجب جديد وإذا وقفنا فيه على الحياد سيضيع كل شيء بعد أن قاتلنا في الجنوب وسوريا لندافع عن لبنان وبقائه”، لافتًا إلى “أننا بدأنا معركة مكافحة الفساد في لبنان عبر فتح ملفين وهناك ملفات أخرى مقبلة”.
وأكد نصرالله، في الذكرى الـ30 لتأسيس “هيئة دعم المقاومة”، أن “هدفنا في مكافحة الفساد ليس الانتقام السياسي وإلا لما كنا شاركنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية، بل هدفنا وقف سرقة المال ومواجهة الفساد المالي والإداري لتبق الدولة ويبق شعب لبنان في لبنان ويبقى لبنان”، مضيفًا: “في معركتنا ليس هدفنا المكاسب السياسية والإعلامية ولسنا في منافسة مع أحد في هذه المعركة، بل هدفنا إعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة”.
وشدد نصرالله على أن “في “حزب الله” نعتبر أن في معركة أخلاقية وجهادية مهمة جدًا لا تقل قداسة وأهمية عن معركة المقاومة ضد الاحتلال والمشروع الصهيوني في المنطقة”، مشيرًا إلى “أننا من اللبنانيين الذين قدّموا خيرة شبابهم من أجل بقاء لبنان وبالتالي لا نستطيع أن نبقى من المتفرجين لكيلا يزعل أي طرف”.
وأضاف نصرالله: “كل من يشارك في المعركة ضد الفساد من موقعه نحن ندعمه، كل من يحمل راية المعركة ضد الفساد نحن مستعدون لتعيينه قائدًا وأن نكون عنده جنودًا”، مؤكدًا “أننا لا نريد أن نكون وحدنا في معركتنا ضد الفساد لكننا لا نخاف من أن نكون وحدنا”.
ورأى نصرالله أن “الفاسدين واللصوص والناهبين في لبنان سيقفون في مواجهة معركتنا ضد الفساد لأنها ستنتصر في نهاية المطاف”، معتبرًا أنه “يتم تحويل المعركة ضد الفساد طائفيًا وسياسيًا لحماية فاسدين مفترضين”.
وتوجّه نصرالله لـ”المشككين في المعركة” بالقول: “لا تراهنوا على تعبنا في معركتنا ضد الفساد لأننا لم نتعب في معركتنا في المقاومة منذ العام 1982، لا تراهنوا على يأسنا لأننا لن نيأس ولن نحبط ونعرف أننا في معركة صعبة ولا نتوقع إنجازات كبيرة وسريعة خلال أسابيع أو أشهر، ولا تراهنوا على إخافتنا من فتنة مذهبية أو حرب أهلية”.
ودعا نصرالله “من يملك ملفات ضدنا في الفساد إلى أن يذهب بها إلى القضاء، فنحن لم نسم أحدًا بل قدمنا ملقًا إلى القضاء”، مؤكدًا “أننا ماضون إلى النهاية في معركتنا ضد الفساد حتى نتأكد من أن بلدنا مر مرحلة الخطر الوجودي، وتوقعوا منا كل شيء”.
وقال نصرالله: “في ما يخص ملف الحسابات المالية من العام 1993 للعام 2017، والذي يعد موضوع الـ11 مليار جزءًا منه، ثمة وضع غير صحي وملتبس ويكفي الاستماع لمدير عام “المالية” لنرى أن لبنان أمام كارثة مالية”، معتبرًا أن “إذا قبل “حزب الله” في إغفال ملف الحسابات المالية أو التسوية فيه يكون حزبًا فاسدًا ومنافقًا”.
ولفت نصرالله إلى “أننا لسنا أول من ذهب إلى ملف الحسابات المالية، بل أول من ذهب إلى هذا الملف هو العماد ميشال عون عندما كان يرأس “التيار” وأصدر كتاب “الإبراء المستحيل””.
وأكد نصرالله “أننا سنكون في الخط الأمامي أمام أي خطر وجودي يهدد لبنان”، داعيًا القوى السياسية إلى دعم وزرائهم في وزراتهم لتنفيذ المعركة ضد الفساد. وقال: “موقفنا من مال الدولة واضح وأكثر وزارة ندعو لأن تكون تحت المراقبة والتشديد هي وزارة الصحة”.
وعن تصنيف بريطانيا “حزب الله” على لائحة الإرهاب، رأى نصرالله “أنهم يضعوننا على لوائح الإرهاب لأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم”، مضيفًا: “علينا أن نتعاطى مع العقوبات ولوائح الإرهاب كتعاطينا مع الحرب لأنها حرب مالية ونفسية ومعنوية”.
واعتبر أن “العقوبات الأميركية من المتوقع أن تشتد على داعمينا وعلينا”، مشيرًا إلى أن “في العقوبات الأميركية وضعوا لائحة بأسماء شخصيات وشركات وتجار اعتبروها إرهابية ووضعونا عليها وهناك “تفريخ” للوائح الإرهاب في بعض الدول كما لائحة الإرهاب في الدول العربية”.
وأكد أن “رغم كل ما يجري ستخيب آمالهم لأنهم لن يتمكنوا من إفقارنا وتجويعنا”، متوقعًا أن “تضيفنا دول أخرى إلى لوائح الإرهاب”.