كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:
غداة اطلاق الامين العام لتيار «المستقبل» احمد الحريري الماكينة الانتخابية للتيار في طرابلس ايذانا ببدء المعركة في المدينة، وقع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في الدائرة الصغرى في طرابلس لانتخاب نائب عن المقعد السني، الذي شغر بموجب قرار المجلس الدستوري الذي ابطل نيابة ديما جمالي كما وقع المرسوم ايضا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزيرة الداخلية ريا الحسن.
في الموازاة جال امين عام تيار «المستقبل» في عدد من المناطق الشمالية المعنية بالمعركة الانتخابية لاستنهاض الجمهور الازرق ودعوتهم للاقتراع بكثافة لمرشحة التيار ديما جمالي، بإعتبار ان المعركة ليست سهلة، كما كان يتصورها البعض حسب مصادر قيادية في تيار «المستقبل» وهي بحاجة للعمل على الارض وشد عصب التيار وحث ابناء طرابلس للقيام بواجبهم الانتخابي، وعدم الاستخفاف في المشاركة بهذا الاستحقاق ، لا سيما وحسب المصادر عينها ان معركة السيدة جمالي بحاجة الى عمل حثيث وجدي وعليها شخصيا التحرك بشكل واسع وكبير على الارض واطلاع للناخبين على اهمية انتخابها لاستكمال مشروعها السياسي والانمائي والاقتصادي، التي بدأت به خلال الاشهر الثمانية الماضية، خصوصا انها تمثل تيار «المستقبل» وان الرئيس الحريري هو شخصيا من تبنى اعادة ترشيحها.
وتشير المصادر الى ان الوزير السابق اللواء اشرف ريفي لديه نية جدية بالترشح لخوض هذه الانتخابات، وهذا الامر سيشجع غيره ايضا من المرشحين في المدينة للترشح، مما يشير الى ان معركة طرابلس ستكون صعبة. ويعني ايضا حسب المصادر انه من غير الصحيح ان جمالي ستفوز بالتزكية كما كانت تتحدث بعض المعلومات، وتلفت المصادر الى ان عدد المرشحين في المدينة لن يتبلور بشكل نهائي قبل اقفال باب الترشيحات.
وعن خوض جمعية المشاريع هذه الانتخابات بشخص مرشحها طه ناجي ، تقول المصادر حتى الان يبدو ان الجمعية لا تزال بصدد دراسة وضع المدينة مع حلفائها لا سيما مع النائب فيصل كرامي، وامكانية ضمان فوز مرشحها في هذه الانتخابات بعد ان كان منافسا جديا لجمالي حسب النتائج الاخيرة، وتلفت هذه المصادر الى ان الحملات الانتخابية تحتاج الى كلفة مالية كبيرة وهذا الامر ليس سهلا اذا لم يكن الفوز مضمونا.
وتشير المصادر ردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك صور او لافتات بدأت بالظهور في عاصمة الشمال لمرشحين غير المعلن عن امكانية ترشحهم، تكشف المصادر عن أن هناك بعض اللافتات رفعت في بعض الاحياء الطرابلسية لشخص يدعى سامر كبارة وهو ابن شقيق النائب محمد عبد اللطيف كبارة والتي تدعوه الى خوض الانتخابات.
وعما اذا كانت هناك برمجة مقصودة للتعرض لتيار «المستقبل» خصوصا بعد الحملات التي استهدفت الرئيس فؤاد السنيورة بشكل مباشر، والتي كان سبقها صدور قرار المجلس الدستوري الذي افضَى الى ابطال نيابة جمالي، تلفت المصادر الى ان كل هذه المؤشرات تؤكد ان هناك حملات واضحة وغير بريئة يتعرض لها التيار، ولكنها تعترف ان قرار المجلس الدستوري لم يأتِ من فراغ ، بل هو اتى نتيجة استغلال هشاشة فوز جمالي بالانتخابات النيابية الاخيرة ، حيث لم تنل عدداً كبيراً من الاصوات التفضيلية، ومن هذه المعطيات انطلق المجلس الدستوري.
وتعتبر المصادر ان ديما جمالي ليست هي المعنية بشكل شخصي، بل ربما اي احد كان في وضعها كان سيطال، خصوصا انه لم يكن لديها هامشا كبيرا من الاصوات لكي يكون لها الافضلية على الطرف الاخر.
وعن الجهات المعنية باستهداف «المستقبل» تجزم المصادر بالتاكيد ان كل الاطراف المشاركة معنا في الحكم من دون اي استثناء تريد وتسعى لابقاء تيار «المستقبل» بوضع ضعيف من اجل استمرارها بالسيطرة على قرارات الدولة ولكي يستمر المستقبل بالقبول بأي شيىء يمكن ان يطلب منه.
وحول جدية ترشح ريفي للانتخابات الفرعية تؤكد المصادر هذا الامر، وتكشف عن انه هناك من ينقل عنه ايضا بانه يريد تلقين الرئيس الحريري درسا في طرابلس، من هنا تعتبر المصادر ان منافسة ريفي قد تتسبب بربح الاخر مما قد يخسر مرشحة «المستقبل» اصواتا.
وتعود هذه المصادر لتعتبر انه على الرغم من ان الاجواء لا زالت غير مريحة حتى الساعة في طرابلس، فإن لا احد يعلم كيف ستنتهي الامور، من خلال ربما اجراء تفاهمات قد تكون من تحت الطاولة بين الرئيس الحريري واللواء ريفي ولكن تردف المصادر قائلة: «مشكلة أشرف ان لا شيء يغريه».
وعن امكانية تحالف الرئيس نجيب ميقاتي مع «المستقبل» في هذا الاستحقاق، تبدي المصادر حذرها من صدقية التعامل مع تيار «العزم» مع العلم ان الرئيس ميقاتي يؤكد انه لن يخوض المعركة الانتخابية في طرابلس.
وتختتم المصادر المستقبلية كلامها بحث اهالي طرابلس للاقتراع بكثافة في 14 نيسان المقبل للمرشحة ديما جمالي لان المعركة صعبة والمرشح حتى يكون مرتاحا فهو بحاجة الى 15 الف صوت كما تقول المصادر.