كشفت أوساط ديبلوماسية رفيعة، لـ”المركزية”، أن تحضيرات زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا جارية على قدم وساق وتستكمل عبر السفارتين اللبنانية في موسكو والروسية في لبنان، مشيرةً إلى أن المؤكد حتى الآن أن عون يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 26 الجاري، يوم من وصوله والوفد المرافق الذي سيكون عاديًا وغير موسع، في إطار توجه من عون التزام سياسة التقشف المالي التي طلب المجلس النيابي اتباعها.
ويلتقي عون في اليوم الثاني من الزيارة رئيس مجلس الدوما ويعرض معه العلاقات بين البلدين، ثم يزور بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريل ويتناول معه، إضافةً إلى الدعم السياسي والمعنوي الذي تقدمه الكنيسة الارثوذكسية للبنان في المحافل العالمية، ملف النازحين الذي يشكّل عبئًا ماليًا واقتصاديًا واجتماعيًا على لبنان ويهدد كيانه وديمومته كونه يسهم في القضاء على تنوعه كوطن تتعايش فيه الطوائف والمذاهب على اختلافها ويسقطه كنموذج فريد في العالم.
وعما يقال عن انزعاج أميركي من الزيارة، تؤكد الأوساط، لـ”المركزية”، أنها لم تتبلغ مثل هذه الرسائل أو المؤشرات، علمًا أن كان سبقها الكثير من الزيارات الرسمية الأخرى ولعل أبرزها تلك التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد لبناني رسمي واقتصادي موسع ولم يصدر عن الأميركيين أي انزعاج أو رد فعل سلبي يوحي بذلك.
وأكدت الأوساط حرص لبنان وعون على اتباع سياسة النأي بالنفس والعمل لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والأجنبية كافة، وهو ما ترمي إليه الزيارة، خصوصًا بعدما باتت روسيا لاعبًا رئيسيًا في كل ما يجري في المنطقة والعالم.
وشددت الأوساط على أن ملف النازحين وعودتهم إلى بلادهم يشكّل بندًا أول على جدول أعمال زيارة رئيس الجمهورية روسيا، كونها المبادرة إلى حل ملف العودة وتملك معطيات تتلاقى في العديد منها مع التطلعات اللبنانية التي تدعو إلى عودة آمنة للنازحين إلى بلادهم التي باتت الأوضاع في معظمها آمنة ومستقرة.