اعتبرت مصادر سياسية لبنانية استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إشارة جدّية إلى أن السعودية ليست في وارد التخلّي عن لبنان على الرغم من اختلال موازين القوى الداخلية فيه لصالح حزب الله.
وأوضحت المصادر أن المبادرة السعودية تجاه الحريري هي بمثابة رسالة فحواها أن المملكة تتفهّم وضع رئيس الوزراء الذي وجد نفسه مضطرا إلى الرضوخ لشروط عدّة وضعها حزب الله من أجل السماح له بتشكيل حكومة.
وذكرت أنّ استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز للحريري يعكس رغبة واضحة في الوقوف إلى جانبه في الظروف الراهنة في وقت يجد الأخير أنّ عليه المواجهة على جبهات عدّة. وأشارت في هذا المجال إلى أن الجبهتين الأبرز اللتين يخوض فيهما الحريري معارك هما جبهة حزب الله وجبهة رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل.
ولاحظت المصادر أن حزب الله يعمل على تعطيل أيّ مشروع إنمائي تحاول الحكومة السير به، فيما يصرّ “التيار الوطني الحر” على احتكار التمثيل المسيحي في أي من التعيينات الجديدة في الإدارة اللبنانية. ورأت أن ذلك يضرّ بالحريري إلى حد كبير نظرا إلى أنّ رضوخه لمطالب عون وباسيل سيعني إغضاب حلفائه المسيحيين الآخرين، وعلى رأسهم حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.
وقالت المصادر ذاتها إن الحريري في حاجة أكثر من أي وقت إلى الدعم السعودي لإظهار أنّه ليس معزولا وأن في استطاعته الاتكال على دول الخليج العربي في وقت تسعى فيه إيران إلى تأكيد هيمنتها على لبنان وعلى القرار الحكومي.
وخلصت هذه المصادر إلى التساؤل كيف ستترجم المملكة العربية السعودية دعمها للحريري وحكومته في وقت يواجه فيه لبنان وضعا اقتصاديا في غاية السوء ويهدّد كلّ مؤسساته.