أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري حديثه على وجوب العودة السريعة للنازحين، وهذا يتطلب قبل كل شيء التواصل مع الحكومة السورية لتنسيق هذه العودة.
وفي السياق نفسه، لاحظ مرجع سياسي ما سمّاه “تدرجاً سلبياً في التعاطي مع ملف النازحين”، وقال لـ”الجمهورية”: العالم الخارجي كله له نظرته الى هذا الموضوع، ويبدو انه لا يبالي بالعودة، المهم ان تبعد هذا العبء عنه.
وامّا في لبنان فلا يبدو انّ هذا الموضوع يقارب بما يستحقه، بل ثمة انقسام سياسي حاد حوله. وبالتالي، وامام تفاقم هذا العبء، لا بد للجانب اللبناني ان يثبت جدية في الخلاص منه، بدل الانصياع الى اعتبارات إقليمية او دولية تعطّل هذه العودة. الذي يأكل العصي هو لبنان وحده، واذا كان للمجتمع الدولي اعتباراته، فللبنان أزمته الكبرى في هذا الملف الذي زاد عبئه عن مليوني نازح، وهذا يوجب طرق كل الابواب من دون استثناء لإعادتهم.
وكشفت المصادر انّ الفاتيكان سبق له ان وجّه رسالة تحذير للبنان من ان ليس لدى المجتمع الدولي اي رغبة في اعادة النازحين الى سوريا، وهذا الامر تأكّد للبنان من خلال الموفدين الذين يزورونه، وايضاً من خلال التقارير التي تَرد من الدول الكبرى وتؤكد انّ ملف النازحين مؤجل، وهذا ما يبعث على الخشية من ان يكون خلف هذا التأجيل تَوجّه لتوطين النازحين السوريين في أماكن لجوئهم، وهو الامر الذي نظّر له بعض مسؤولي الدول الكبرى. وهذا الامر إذا تبيّن انه جدي، معناه إدخال لبنان في دهليز شديد الخطورة يهدد مستقبله وكيانه.