كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:
يتوجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاربعاء الى العاصمة البلجيكية لترؤس وفد لبنان الى مؤتمر «بروكسل3» في نسخته الجديدة، وهو سيعقد هذا العام تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، وسيضم الوفد اللبناني وزير التربية اكرم شهيب ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان باعتبار ان هاتين الوزارتين تعنيان بشكل مباشر بملف النازحين السوريين، على ان يغيب عن المشاركة وزير شؤون النازحين صالح الغريب ووزير الصحة جميل جبق مع العلم ان العام الماضي كان كل من وزير الصحة ووزير الدولة لشؤون النازحين اضافة الى وزيري التربية والشؤون الاجتماعية ضمن الوفد الرسمي اللبناني الذي شارك في مؤتمر «بروكسل2».
وعزت مصادر متابعة عدم مشاركة كل من الوزير الغريب والوزير جبق الى عدم توجيه دعوة لهما من قبل الجهات المعنية وتحديدا الاتحاد الاوروبي، في وقت تبرز فيه انقسامات داخلية حول كيفية تطبيق الية واضحة لمعالجة هذا الملف واعلان الرئيس الحريري من بعبدا امس انه هو من يمثل لبنان.
وكشفت المصادر انه سيشارك في المؤتمر 85 دولة ومنظمة دولية، وقرابة الف مشارك يمثلون الدول المانحة والامم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي والدول المضيفة للنازحين وفي مقدمتها لبنان والاردن وتركيا.
واوضحت المصادر ان المؤتمر سيتناول كيفية اغاثة النازحين السوريين ومساعدة الدول المضيفة، كذلك من المتوقع ان يتم التطرق خلال المناقشات والكلمات التي ستلقى الى المواضيع السياسية المتعلقة بمستقبل سوريا واعادة اعمارها.
ومن المقرر ان يلقي الرئيس الحريري الخميس كلمة لبنان في المؤتمر، وسيؤكد على ضرورة ان تكون هناك عودة امنة وكريمة للنازحين كما اشار البيان الوزاري، وسيدعو المجتمع الدولي الى تحمل كامل مسؤولياته ازاء عودة امنة للنازحين، والى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة الى لبنان، في الوقت الذي تستنزف فيه قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية. كما من المتوقع ان يتطرق الرئيس الحريري في كلمته الى موضوع توفير التعليم الى النازحين، وسيؤكد على ان الاحتياجات كبيرة.
كما ستكون للرئيس الحريري سلسلة من اللقاءات على هامش المؤتمر وسيناقش امكانية تطوير الموقف في ما خص عودة النازحين، رغم ان لا ورقة لبنانية محددة هذا العام كما اوضحت المصادر، خلافا للعام الماضي وما سبقه خصوصا ان الوعود والالتزامات الدولية تجاه لبنان بقيت على مدى سنوات مجرد وعود ولم تنل الدولة اللبنانية الا مساعدات ضئيلة جدا، ودعم محدود على الرغم من ان لبنان يستضيف على اراضيه اكبر عدد من النازحين السوريين.
من هنا تشدد مصادر لبنانية على ضرورة اتباع استراتيجية جديدة والتشديد على اهمية ايفاء الدول الداعمة بالتزاماتها تجاه لبنان، خصوصا ان مؤتمرات بروكسل ليست الوحيدة التي عقدت في السنوات الماضية لاغاثة النازحين ودعم الدول المضيفة، بل ايضا هناك مؤتمرات عدة عقدت في هذا الاطار ان كانت في لندن او برلين او الكويت ولكن بقيت نسبة المساعدات ضئيلة مقارنة بما هو مطلوب، لا سيما ان الازمات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان في المرحلة الراهنة هي نتيجة الضغط الذي يواجهه من خلال اعداد النازحين على اراضيه والذي شكل مزيدا من الصعوبات للبنان وشعبه.
ومن المتوقع ان يتم في ختام اعمال المؤتمر الاعلان عن حجم المساعدات والالتزامات المالية التي ستقدمها الدول المانحة لا سيما الى دول الجوار والى المجتمعات المضيفة، ويأمل لبنان الحصول على مساعدات تفوق المليار دولار للتخفيف من اعباء استضافة النازحين على الرغم من ان الحاجة المطلوبة هي اكثر من مليارين ونصف مليار دولار.