شكل لقاء المصالحة الذي جمع الرئيس سعد الحريري والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، وفي حضور الوزير السابق رشيد درباس، تطوراً بالغ الأهمية على صعيد الانتخابات الفرعية التي ستجري في طرابلس في 14 نيسان المقبل، من شأنه ان يُخفّف الضغط على تيّار “المستقبل”، وبالتالي يدعم فرص فوز مرشحته السيدة ديمة جمالي، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس السنيورة، ان اللواء ريفي لن يترشح في الانتخابات الفرعية وسيؤيد المرشحة جمالي.
على ان الأهم في لقاء المصالحة، هي المصالحة نفسها، والتي وضعت حداً لفصول من الخلاف السياسي بين الرئيس الحريري واللواء ريفي، حول الخيارات التي اعتمدها رئيس “التيار الازرق” منذ إعلانه عن التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون لرئاسة الجمهورية، ومعارضة ريفي لهذا الخيار، ومن شأن طي هذه الصفحة، فتح صفحة جديدة على صعيد إعادة اللحمة بين فريق الصف الواحد، وهو ما أكّد عليه الرئيس الحريري، عندما أعلن ان اللقاء فتح صفحة جديدة مع الوزير السابق ريفي، داعياً إلى رص الصفوف والعمل لاخراج طرابلس من الفقر”.
وقال ان الحوار يجب ان يتم بين جميع الفرقاء، وأنا متأكد ان اللواء ريفي همه انماء طرابلس، ويجب علينا ان نعمل معاً لمصحلة المدينة.
وفي المعلومات ان المصالحة التي لعب دوراً كبيراً في اتمامها الوزير السابق درباس مع اللواء ريفي، والرئيس السنيورة مع الرئيس الحريري، لم تكن صعبة على الطرفين، في ظل الاستعداد المبدئي لكل من الحريري وريفي على ان يلتقيا ويتصالحا، ويطويا الصفحة السابقة.
وفي هذا السياق، قال درباس لـ”اللواء” انه لم يكن صعباً إقناع ريفي بالمصالحة، وكذلك بعدم خوض الانتخابات الفرعية، لافتاً إلى ان العمل على المصالحة تمّ بالتنسيق بينه وبين الرئيس السنيورة الذي كان اجتمع بريفي قبل أيام في بيروت، حيث اتفق على لقاء الرئيس الحريري.
وأوضح درباس، ان الكلام عن الخلاف حول الخيارات التي اعتمدها الحريري لم يستغرق أكثر من خمس دقائق، حسمها الحريري بالقول ان من حق الجميع ان نختلف بالسياسة، لكن مسؤولياتنا تحتم علينا ان نلتقي وان نتعاون لما فيه مصلحة المدنية ووحدة الصف الواحد.
وكشف درباس ان ريفي سيعلن في مؤتمره الصحافي الخميس عزمه على عدم الترشح، الأمر الذي سيسهم في تأمين فوز مرشحة تيّار “المستقبل” بالتزكية، خصوصاً وان مرشّح جمعية المشاريع طه ناجي، قد يعزف ايضا عندما يلمس ان القوى السياسية الأساسية في المدينة بما فيها تيّار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمّد الصفدي ستدعم السيدة جمالي.
في المقابل، ذكرت مصادر “لائحة الكرامة” التي ينتمي اليها مرشح جمعية المشاريع طه ناجي، ان النائب فيصل كرامي ينتظر موقف الجمعية سواء بخوض الانتخابات او العزوف عنها، فيما قال المسؤول الاعلامي للجمعية عبد القادر فاكهاني لـ”اللواء”: لا زال لدينا الوقت لتقرير الموقف، ونحن نراقب الوضع الانتخابي وندرس كل الخيارات والامر بحاجة لتردٍ وتفكير في الخيارات برغم ان الصورة الانتخابية باتت شبه واضحة. “