لا يبدو أن تداعيات السجال السياسي الذي انطلق نتيجة عدم توجيه دعوة لوزير شؤون النازحين صالح الغريب الى مؤتمر بروكسل-3، ستبقى محصورة في المنابر وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فتوجه الوفد اللبناني الى بروكسل من دون الغريب رغم كل الضجة التي أثيرت، واستياء الرئيس الحريري من البيان الحاد الذي أصدره الغريب، اضافة الى تغريدة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان التي توجه فيها الى الحريري بالقول “تريد التمثيل في الشكل ولا تبحث عن المضمون وهذه هي الطامة الكبرى، ونحن لا نزعل منك بل عليك خاصة أن لديك القدرة ولا تكلف نفسك استخدامها لتجنيب البلد خضات لم يعد يحتملها”، معطيات تعكس احتقانا سياسيا، بين فريق رئيس الحكومة من جهة والنائب ارسلان ومن خلفه فريق ” 8 آذار” من جهة أخرى، قد ينفجر على طاولة مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، فالتباين في النظرة الى العلاقة مع سوريا، والمقاربة الافضل لعودة النازحين “مشروع مشكل” تستعد له الحكومة في كل مرة يطرح فيها الملف.
مصادر مقرّبة من الوزير الغريب أشارت عبر “المركزية”، الى “أنه حسم قراره بعدم حضور المؤتمر، منذ أن أصدر البيان، ولم يكن في انتظار الدعوة، فالشكليات لا تعنيه على الاطلاق”. وعن الاسباب التي أدت الى “اقصائه”، قالت “قد يكون الرئيس الحريري متخوفا من أن يعرض الوزير وجهة نظر مخالفة لتلك التي يريد رئيس الحكومة التحدث بها أمام المجتمع الدولي”.
وإذ أشارت الى أننا “لا نريد التصعيد في وجه الحريري بل “أكل العنب”، قالت إن “عمل الوزير يتطلب منه اعادة النازحين الى بلادهم، ولينصرف كل مسؤول الى عمله”، مضيفة “نعمل وفقا لمصلحة لبنان، وسنتقدم بخطة لعودة النازحين، وما حصل لن يثنينا عن أداء دورنا على أفضل وجه”.
ولفتت الى أن “الشغل الاساسي” في الحكومة وليس في بروكسل، والعودة ستقرّ على طاولة مجلس الوزراء في بيروت وليس في المؤتمر”.
وعن احتمال “انفجار” الحكومة في الاجتماع المقبل على خلفية عدم دعوة الغريب، قالت مصادر الحزب “الديمقراطي اللبناني” لــ”المركزية” إن “الدعوة لا تقدم ولا تؤخر، ولن نفتعل مشكلا حكوميا بسببها، لكن ما يهم هو التعاطي بجدية مع الملف، فالجدل الذي أثير حول المؤتمر لا يبشر بالخير، ويكشف عن أن هناك فريقا في البلد يرفض الحل من الاساس، لا بل هناك أوامر خارجية بإبقاء العودة كورقة ضغط”.
وقالت “المشكل” سيقع عندما سنلمس عودة للمقاربة السابقة في شأن العودة، والرئيس ميشال عون كان واضحا عندما ضرب يده على الطاولة وحسم موقفه من الموضوع”، موضحة أننا “سنكون متعاونين في حال ابعاد الملف عن الزواريب السياسية الضيقة، اما في حال حصول العكس، فتعاطينا سيكون سلبيا”، مؤكدة أنهم “ما رح يشوفو الحل” إلا بالتعاون الصريح والعلني مع الدولة السورية”.
ولفتت الى أننا “لم نفاجئ الرئيس الحريري بطريقة معالجتنا للملف، وهو على علم بالنهج الذي سنتبعه قبل تعيين الغريب وزيرا”، مضيفة “صحيح لم نطلب إذنا لزيارة سوريا إلا أن الزيارة حصلت برضى الجميع بمن فيهم الرئيس الحريري”.