كتبت ميليسا ج. افرام
يبدو أن محاربة الفساد انطلقت، ومؤسسات الدولة على أكثر من مستوى تحاول أن تضع حداً لمخالفات كثيرة كانت مستشرية. فبعد سبات طويل بتنا نسمع بقوة عن دور فاعل للشرطة السياحية التابعة للشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي والتي تنسق عملها مع وزارة السياحة، وذلك عبر دوريات مكثفة تتحرك نحو الملاهي والمطاعم لتسطير محاضر بحق المخالفين.
نحو 7000 مؤسسة سياحية تحت مراقبة أقل من 70 عنصراً من الشرطة السياحية، وبعد البيانات العديدة لقوى الامن في الفترة الاخيرة حول نشاطات هذه القطعة، يتأكد للجميع أن الفاعلية لا تحتاج إلى فريق كبير بل إلى وجود إرادة لتحسين الحياة الاجتماعية والسياحية في لبنان، وقرار حاسم بتطبيق القوانين غير المطبقة في عدد كبير من المؤسسات السياحية.
والحملة التي تقودها الشرطة السياحية ضد الحانات والملاهي التي تخالف القوانين بإدخال قاصرين إلى حفلاتها باتت واضحة في الفترة الاخيرة، بعدما تم تسطير نحو 80 محضراً بحقها منذ أيلول الماضي وحتى اليوم، اضافة إلى تصعيد العقوبة لتمتد إلى وقف عدد من الحفلات حيث تقدم مشروبات روحية للقاصرين.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع IMLebanon، فإن التوجه لدى وزير السياحة أفيديس كيدانيان هو لتطبيق عقوبة نوعية قاسية تقضي بإقفال المؤسسة المخالفة لمدة أسبوعين أولاً، ومن ثم بشكل تصاعدي لشهر في حال تكرار المخالفة.
وأعين الشرطة السياحية لا تتركز فقط على الملاهي بل تطال كل حفلة تقدم فيها الكحول لقصار أكان على شواطئ البحر او في مراكز التزلج وحتى في المدارس حيث تعمد الشرطة السياحية إلى تكثيف دوراتها إلى حيث تقام الحفلات على أنواعها للتأكد من تطبيق القوانين!
عناصر الشرطة السياحية باتت منتشرة في كل المناطق وفي كل المؤسسات. لا حدود لعمل الشرطة السياحية بعد الآن، ومهمة الحفاظ على مجتمع سليم باتت من أولوياتها في ظل إصرارها على المحافظة على حياة القاصرين.
ولاقت الحملة التي تقودها الشرطة السياحية بوجه الحانات والملاهي تجاوباً كبيراً من قبل هذه المؤسسات، فبات اللبنانيون يلاحظون أن عدداً كبيراً من الملاهي التي كانت تخالف في السابق باتت تطبق القوانين وتمنع إدخال من هم دون الـ18 عاماً، والبعض خوفا من أن تطاله العقوبات، بات يفرض أن يكون سن الدخول الى حفلاته 21 سنة وما فوق “احتياطا”.
كما أن التشدد بات يمتد إلى الطلب من العاملين في الملاهي الليلية عدم تقديم المزيد من الكحول للساهرين الذين تظهر عليهم علامات السكر وعدم الاتزان، وذلك تطبيقاً لمضمون المادة 626 من قانون العقوبات، وفي محاولة للعمل على “ميثاق أخلاقي” ودورات تدريب بالتعاون مع جميعات متخصصة مثل” كن هادي”.
وبحسب المرسوم رقم 12222، يمنع على الاشخاص الذين لم يتموا الثامنة عشر من عمرهم دخول الحانات والمرابع على أنواعها ليلاً ونهاراً، وكل مخالفة لاحكام هذا المرسوم تعرض مرتكبيها للعقوبات المنصوص عليها في المادة 770 من قانون العقوبات. المرسوم ليس بجديد وهو يعود للعام 1963 ولكن المستغرب تطبيقه عام 2019 .