Site icon IMLebanon

“دار الحياة” في الشهر الحاسم: “كابوس” أم ولادة جديدة؟

كتبت زكية الديراني في “الاخبار”:

بدأت الصورة تتضح أكثر في «دار الحياة» السعودية التي تضمّ مجلة «لها» وجريدة «الحياة». بعد نحو عام تقريباً على دخولها في متاهة إغلاق مكاتبها في العالم وأبرزها مكتب بيروت الذي ودّع العاصمة في حزيران (يونيو) الماضي، يبدو أن تباشير المرحلة المقبلة تتضح تدريجاً. وكانت الدار التي تأسست في التسعينيات من القرن الماضي، قد مرّت في أزمات مالية كبيرة، نتج عنها وقف طبعاتها الورقية، آخرها طبعة «الحياة» السعودية قبل أيام، مع الإبقاء على الموقع الإلكتروني للصحيفة ومجلة «لها» الأسبوعية الورقية والإلكترونية. إثر الإقفال، لم ينل المستكتبون في الدول العربية مستحقّاتهم المكسورة منذ أكثر من عامين، إضافة إلى أن الموظفين لم يسوّوا أمورهم المادية مع الإدارة وبقيت التعويضات والمعاشات المكسورة معلّقة بين تأجيل وتجميد. لذلك، بدأت المطالبات بالحصول على التعويضات، ولوّح المستكتبون بالدعاوى القضائية في المحاكم المستعجلة.

لكن صباح أمس، أفاق المستكتبون والموظفون في «الحياة»، تحديداً في مكتب دبي، على رسالة بريدية من قبل الإدارة، تُفيد بأنّ 30 آذار (مارس) الحالي سيكون اليوم الأخير للدار. على أن تفتتح لاحقاً صفحة جديدة، وقد يتمّ إمّا تجديد التعاقد مع الموظفين الحاليين أو الاستغناء عنهم. لم يتمّ توفير تفاصيل إضافية حول تلك المرحلة و«القبطان» الذي سيدير الفترة الانتقالية للمؤسسة (يملكها الأمير السعودي خالد بن سلطان). مع العلم أنه قبل أربعة أشهر، أعلن المدير التنفيذي لـ«الحياة» ابراهيم بادي لـ«الأخبار» عن وجود صفقة لبيع الدار ونقل ملكيتها، من دون أن يحدّد الجهة التي استحوذت عليها، كما لم يحدّد ما إذا كانت العملية ستكون عبارة عن دمج «الحياة» مع مؤسسة إعلامية أخرى.

بعد الرسالة البريدية، بات مؤكّداً أن الدار أمام مرحلة جديدة، ربما تتكشّف تفاصيلها في الأسابيع المقبلة، مع إتمام جميع الإجراءات القانونية التي تستغرق عادة بين أربعة وستة أشهر. في هذا الإطار، يلفت مصدر لـ«الأخبار» إلى أنه سيتمّ إنهاء عقود جميع العاملين في الدار قريباً، على أن تدفع مستحقاتهم تباعاً خلال الفترة المقبلة.

كذلك، سيتمّ تشكيل مجلس إدارة يضمّ وجوهاً جديدة. ولم يُعرف ما إذا كان سيتمّ الإبقاء في الفترة المقبلة، على بعض الأسماء التي أسست «الحياة» وتركتها بسبب تجميد الأعداد الورقية. من جهتهم، يلتزم القائمون على «الحياة» الصمت من دون أيّ تصريحات للإعلام بينما يتأمّل الصحافيون والتقنيون الحصول على مستحقّاتهم كما وُعدوا بها، لينتهوا من كابوس «الحياة».