اتهمت إسرائيل الأربعاء حزب الله اللبناني بتشكيل وحدة سرية يرأسها أحد قيادييه كان محتجزا في العراق في قضايا تتعلق بقتل جنود أميركيين، لشن هجمات عبر الحدود السورية على أهداف إسرائيلية.
وجاءت الاتهامات ضد حزب الله في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للحصول على اعتراف أميركي بسيادتها على أجزاء من هضبة الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967 وتعتبرها منطقة عازلة مهمة أمنيا.
وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة أنشئت دون علم الرئيس السوري بشار الأسد، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن أحد جوانب الإعلان عنها يعود إلى الأمل بأن تتحرك سوريا وروسيا لوقفها.
وأضافت أن الوحدة المزعومة التي يعد حزب الله “العقل المدبر” لها قد تم تشكيلها “للإشراف على فرق من الناشطين السوريين الذين سيشنون هجمات ضد إسرائيل”.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل جوناثان كونريكوس “لن نسمح لحزب الله بتأسيس بنية تحتية إرهابية في الجولان قادرة على ضرب المدنيين الإسرائيليين”. ويرى البعض أن الكشف عن هذه الوحدة في هذا التوقيت له دلالات تتعلق بطرح إسرائيل لمبرر أمني لاعتراف الولايات المتحدة بالجولان أرضا إسرائيلية.
وهناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة تتجه لاتخاذ هذا القرار آخرها، الأربعاء حينما غيّرت وزارة الخارجية الأميركية وصفها المعتاد لمرتفعات الجولان من التي “تحتلها إسرائيل” إلى التي “تسيطر عليها إسرائيل” في تقريرها السنوي العالمي لحقوق الإنسان.
ولم يشر قسم منفصل من التقرير خاص بالضفة الغربية وقطاع غزة، وهما منطقتان احتلتهما إسرائيل إلى جانب مرتفعات الجولان في حرب عام 1967، إلى أن تلك الأراضي “محتلة” أو “تحت الاحتلال”. ونسب إلى القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي قوله إن الاعتراف الأميركي بالجولان سيكون ردا “مناسبا” لما وصفه بأنه نشاط متزايد لحزب الله في المنطقة المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعتقد أن علي موسى دقدوق هو العقل المدبر لهذه الشبكة. وكان أفرج عن دقدوق عام 2012 من سجن في العراق لنقص الأدلة بعد اتهامه بالتخطيط لخطف وقتل خمسة جنود أميركيين في مدينة كربلاء. وسلمت الولايات المتحدة دقدوق لبغداد في عام 2011 بعد أن فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن احتجازه قبل انسحاب القوات الأميركية من العراق. وقالت واشنطن إنها حصلت على تأكيدات من بغداد بأنها ستحاكم دقدوق لكن محكمة عراقية برأته بعد ذلك ورحلته إلى لبنان.
ولم يصدر أي تعقيب على مزاعم إسرائيل من حزب الله أو سوريا أو سفارتي الولايات المتحدة وروسيا في إسرائيل. وكان دبلوماسيون أميركيون قد قالوا إنهم يجرون محادثات مع إسرائيل بشأن طلبها الاعتراف بسيادتها على الجولان وهو وضع لا تعترف به أي من القوى العالمية.
ونقل موقع ماكو الإخباري الإسرائيلي عن إسرائيل كاتس القائم بأعمال وزير الخارجية قوله إن هذا الاعتراف من جانب الولايات المتحدة سيمثل ردا “مناسبا ومطلوبا” على المزاعم المتعلقة بأنشطة حزب الله في الجزء الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان.
ونقل عن كاتس قوله “آمل أن يحدث ذلك قريبا، خلال زيارة رئيس الوزراء القادمة لواشنطن”. ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، وهي جماعة الضغط الرئيسية الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، في واشنطن أواخر الشهر الجاري.
وكان السيناتور الأميركي النافذ ليندسي غراهام أحد حلفاء الرئيس دونالد دونالد قد زار الجولان مع نتنياهو هذا الأسبوع وتعهد بالعمل على اعتراف واشنطن به كجزء من إسرائيل “الآن وإلى الأبد”. وفي السابق أبدت روسيا تأييدها لمغادرة قوات أجنبية أخرى للأراضي السورية رغم أنها تعتزم الإبقاء على حامية هناك.
وشنت إسرائيل العشرات من الضربات الجوية على أهداف تشتبه أنها إيرانية في المنطقة التي تسيطر عليها سوريا من الجولان وفي مناطق أخرى وهددت بالاستمرار في مثل هذه العمليات إذا تطلب الأمر.