احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك، بالتعاون مع مؤسسة بشير الجميّل، بإطلاق “أكاديمية بشير الجميّل”، في حضور عدد من النواب والوزراء السابقين وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية.
وأشار النائب نديم الجميّل إلى أن “هناك مسؤولية أساسية لمرجعيّاتنا الروحية ـ لاسيما بكركي والرهبانيات ـ في حماية مستقبل لبنان بموازاة سعينا نحن لإقامة دولة مدنيّة تستوعب خصوصيّات كل مكوّنات لبنان. لكن الدستور المدني يستلزم شعبًا متحررًا من التعصّب والأصوليات المتنوعة. لا نريد إلغاء الطائفيّة السياسيّة فقط فخًّا لإلغاء المسيحيّة الوطنيّة في هذا البلد.”
ولفت إلى أن “الأكاديمية التي نطلقها اليوم هي مشروع تربوي وطني وإنسانيّ، أي إنه مشروع ثقافي وحضاري. فلبنان أردناه أساسًا كوكب حضارة يشع في هذا الشرق وعليه. ومن هذه النظرة السامية تهدف أكاديميّة بشير إلى أن تكون مركزًا لنشر فكر وطني يستوحي رسالة بشير، فيزيل التشويه الذي اعترى هويّة لبنان وتاريخه ودوره. لقد حان الوقت للأجيال اللبنانية أن تدرس تاريخ لبنان النقيّ، الصحيح، الشجاع، المتمرّد على التسويات والتنازلات، فتتعرّف على نضال هذا الشعب وروّاده وعظمائه وأبطاله”.
وأضاف: “كما تهدف هذه الأكاديمية إلى أن تكون أيضًا مركزًا لتدريس فن القيادة وحسن الحوكمة النزيهة. فالدولة اللبنانية تفتقر منذ عقود إلى قادة بمستوى التحديّات المصيرية وإلى قادة خرجوا من رحم القضية. لقد سيطرت السياسة على القضيّة الوطنيّة وأعطيت الطموحات الشخصية الأولويّة على مصلحة الشعب التاريخيّة”.
وتابع: “نكاد نسقط. لكنّنا لن نسقط. قرّرنا رفع التحدّي واستنهاض طاقاتنا. يجدر أن تلتزم دولتنا وأحزابنا أصول الحوكمة الصادقة والديمقراطية وتؤمن بتداول السلطة في إدارة الشأن العام. إن مفهوم الحوكمة الذي بنى العالم الحديث في أوروبا وأميركا وآسيا غائب عن لبنان. نرفع شعاراته ونعمل بعكسها. نحكم من دون استراتيجية، ونسير من دون هدف، ونتخذ خيارات من دون بوصلة. إننا مدعوون إلى التغيير في مؤسساتنا السياسيّة والحزبية لتكون على مستوى التاريخ والمستقبل. ومن أجل ذلك، لن أتردّد في اتخاذ أي مبادرة من أجل إحداث هذا التغيير لأن لبنان أولًا والمصير أولًا والشهداء أولًا والشباب والشابات أولًا. هذه الروح المتمردة على الخمول والإحباط والتخاذل والأنانية هي الروح التي ستبثها فينا أكاديميّة بشير كما ضخ هو فينا روح الصمود والمقاومة والانتصار”.
وختم: “كما تهدف الاكاديمية إلى أن تكون مركزًا توثيقيًا لحياة بشير الجميل الإنسان والزوج والأب والمقاوم والرئيس والشهيد والرمز والأسطورة. مات بشير وهو حي فينا، ذهب وهو باق فينا، يحاولون تجاهله فيزداد حضورًا. يتقصدوا تهميشه فيزيد شعبية. إنه ظاهرة في تاريخ أمّتنا. ومن حق الأجيال اللبنانية أن تتعرف عليه وتطلع على مواقفه وسيرته ووقفات الكرامة والعزة التي وقفها من أجل لبنان الحرّ السيّد المستقلّ الحضاري”.