Site icon IMLebanon

مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان هو في سوريا

كتب سفيرا فرنسا برونو فوشيه وألمانيا جورج بيرغلين:

للبنان فرنسا والمانيا رغبة مشتركة في مساعدة السوريين للعودة الى وطنهم. للوصول الى هذا الهدف، علينا سدّ الفجوة بين رغبة اللاجئين بالعودة وعدم قدرتهم على ذلك حالياً. ٥ و ٨٣: هذه هي الأرقام التي يجب أن تنال اهتمامنا بموضوع عودة اللاجئين من لبنان إلى سوريا. الاستطلاعات الأخيرة بين اللاجئين السوريين في لبنان، من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تظهر انّ ٨٣٪ منهم يرغبون في النهاية بالعودة، ولكن فقط ٥٪ منهم خلال السنة المقبلة.
النقطة الأهم في هذا الإطار: يحقّ لكل لاجئ العودة إلى دياره. يجب أن نتّحد في الدفاع عن حق جميع السوريين بالعودة.

مستقبل اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان هو في سوريا. نتفق جميعاً، واللاجئين أنفسهم على ذلك. ولكن، لماذا ينوي فقط ٥٪ من اللاجئين العودة خلال العام المقبل؟ إنهم على علم بأنّ مستقبلهم الاقتصادي ليس زاهراً هنا في لبنان، وأنّ حكومات كحكوماتنا تقدم مساعدات إنسانيةجوهرية داخل سوريا. فالاستطلاعات تُظهر بوضوح أنّ البنى التحتية المدمّرة ليست العائق الرئيسي أمام العودة.

العائق الرئيسي هو مناخ الخوف والظلم في سوريا. منذ نشوب النزاع، اعتقل وأخفى النظام قرابة الـ٧٠،٠٠٠ شخص سوري؛ وهذه الاعتقالات، وأعمال التعذيب والقتل مستمرة حتّى يومنا هذا. فعمليات الاعتقال على أيدي الأجهزة السورية تعسّفية لدرجة انه اصبح من المستحيل على أيّ لاجئ الثقة بالعودة الآمنة. فهم يعلمون انّ الظلم البنيوي بانتظارهم: مصادرة الأراضي، مستحقات مالية عن السنين التي أمضوها في الخارج، غرامات جزائية على وثائق شخصية منتهية الصلاحية ونظام قضائي منحاز لن يدافع عن حقوقهم.

مصلحتنا مشتركة في الدعوة الى السير نحو إزالة هذه العوائق والعودة بصوت موحّد. على دمشق احترام حقّ اللاجئين بالعودة وبالمسكن وبالأرض وبالملكية. على دمشق أن تضع حدّاً موثوقاً للاعتقالات التعسّفية. وعلى دمشق التوقف عن تقييد عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كي تستطيع المفوضية التحرك بحرية داخل سوريا للوصول إلى كلّ العائدين وحمايتهم.

هذه الخطوات واضحة جداً وتشكّل التزاماً قانونياً دوليّاً. انها ليست مرتبطة بالمسار السياسي في جنيف، هي تماماً بيد دمشق. الّا أنّ المانيا وفرنسا مقتنعتان انّ السلام المستدام في سوريا وارد فقط عبر مسار سياسي فعّال تقوده الأمم المتحدة.

إننا ندرك العبء الذي يتحمّله لبنان. منذ العام ٢٠١١، تكفّل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بما يفوق الـ١٩ مليار دولار كمساعدات لللاجئين وللمجتمعات المضيفة على حد سواء، في لبنان وفي دول مضيفة أخرى وفي سوريا نفسها. هذا الأسبوع، عندما التقت حكوماتنا في «مؤتمر بروكسيل الثالث لدعم مستقبل سوريا»، جدّدنا هذا الالتزام لشعب لبنان الكريم فيما نعمل سويّاً على إزالة العوائق الحقيقية للعودة.

ريثما تصبح العودة الطوعية والآمنة والكريمة لأكثر من مليون لاجئ سوري من لبنان الى سوريا أمراً واقعاً، سنبقى إلى جانب السوريين والمجتمعات المضيفة الكريمة هنا في لبنان وفي الخارج.