بعد خطاب وزير الخارجية جبران باسيل في ذكرى 14 آذار والذي قال فيه: “أو عودة النازحين أو لا الحكومة، إما نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء أو لا حكومة، إما عجز الكهرباء صفر أو حكومة صفر ولا حكومة”، سارعت بعض المصادر إلى تفسير كلامه بأن مرده خلاف حصل بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري في اللقاء الذي جمعهما في منزل الأخير الأربعاء الماضي. فهل صحيح أن كلام باسيل العالي النبرة يعود إلى خلاف كبير حصل بينه وبين الحريري حول ملفي الكهرباء والتعيينات، ورفض الحريري فكرة استخدام البواخر لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، في مرحلة انتقالية قبل تلزيم بناء معملين في سلعاتا والزهراني، وتأهيل معمل الجية، وأيضًا رفض طلب باسيل الاستئثار بالتعيينات؟
عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش قال، لـ”المركزية”، إنه لا يعلم ما الذي دار بين الحريري وباسيل، “لكن إذا كان هذا هو السبب فهذه تجارة في السياسة ولا علاقة لها لا بالمواقف ولا بالمبادئ، ولكنني لست متأكدًا إذا ما كان هذا الأمر صحيحًا”.
وأوضح علوش أن “باسيل تحدث عن ثلاثة مواضيع لا خلاف عليها، مفادها أن على الحكومة تأمين الكهرباء وإعادة النازحين ووقف الفساد، أما أن يقوم باسيل بطرح هذه المواضيع ضمن السجال السياسي وخلط الأمور بعضها ببعض، فهو مخطئ في العنوان”.
وأضاف: “إذا أراد باسيل إعادة النازحين، فعليه اتباع سياسة الحكومة والمشاركة في مؤتمر بروكسل الذي عقد لهذه الغاية. وإذا أراد محاربة الفساد، فالملفات تُفتح من خلال الإصلاحات الإدارية وليس من خلال فرض التعيينات على الأساس الحزبي. إذا أردنا إصلاح الكهرباء، فلا يكون من خلال إحضار بواخر جديدة، إنما بمعالجة الأزمة من الأساس والقيام بإصلاح عام لملف الكهرباء بمفاعيله كافة. وهذا الكلام لا يُعالج على منابر الاجتماعات الحزبية، إنما على طاولة مجلس الوزراء. لديه 11 وزيرًا، فليناقش الموضوع هناك. أما العراضات والشعبوية في الكلام فلا نفع لها”.
هل من شأن ذلك أن يضرب التسوية الرئاسية والحكومية؟ يجيب علوش: “مسار الأمور على هذا النحو التصعيدي من شأنه أن يضرب مسار الحكم، أي مسار رئيس الجمهورية الذي يحاول الرئيس الحريري إنجاحه”.
أما عن مفاعيل “سيدر”، فلفت علوش إلى أن “العبرة في التطبيق. ويبدو أن الدول الملتزمة به ما تزال على وعدها، لكن عمليًا ممكن أن تتعرقل مفاعيل “سيدر” من خلال إثارة الأمور بهذه الطريقة التي أثارها الوزير باسيل”.
وعن مؤتمر بروكسل للنازحين، قال علوش: “المسار المنطقي لواقع الأمر في سوريا لا يفتح مجالًا للدول المانحة إلا أن تثيره على هذا الشكل، لأن الوضع في سوريا غير صائب وغير مستقر. وهناك طريقة واحدة لعودة النازحين في هذه اللحظة بالذات وهي بنقلهم دفعة واحدة إلى الحدود. ولكن هل يمكننا أن نفعل ذلك؟ بالطبع لا. إذًا هناك مجتمع دولي، علينا أن نلجأ إليه لمساعدتنا ماديًا من جهة وللدفع نحو الحل السياسي من جهة أخرى الذي يؤمّن عودة العدد الأكبر من النازحين إلى سوريا”.