شارك وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، كضيف شرف، في الحفل الختامي لمبادرة “الحركة بركة” بعنوان “إنجازات وتحديات في مواجهة مبادرة معوقي أحداث طرابلس”، في إطار مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من وزارة التنمية الدولية البريطانية.
وقال قيومجيان: “دور الدولة أن تكون راعية ومواكبة للعمل الذي يقوم به المجتمع المدني، وأهنئكم على هذا الإنجاز، وهو إنجاز متواضع، وأعدتم لهؤلاء الشباب الأمل بحياة أفضل، أعدتم إليهم أمل أنه بإمكانهم العودة إلى حياة طبيعية، بإمكانهم العودة لوجود فرص عمل، وأنتم مشكورون على هذا الشيء، وإن شاء الله أن تستمروا إلى الأمام، وتعطوهم الأكثر”.
وأشار إلى أن “موضوع المعوقين كان في طليعة اهتماماتي خلال زيارتي اليوم الى طرابلس والشمال، و كان لدي عدة خيارات، وابتداء من هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، سيكون لدي زيارات تفقدية وزيارات لكل المناطق، ولكن أحببت أن أبدأ بطرابلس، لأنها تعني لي وكذلك المناطق البعيدة عن العاصمة، فالأطراف تعني لي أكثر، لأن الإنسان في هذه المناطق بحاجة إلى الدولة، بحاجة إلى رعاية بحاجة إلى مواكبة. الإنسان إذا لم يكن وضعه في بيئته مرتاحا، يضطر إلى ترك هذه البيئة. والوزارة تقوم بالعمل بقدر المستطاع لإنماء المناطق ورعاية الإنسان، لكي يبقى الإنسان في أرضه ومنطقته، والبعض يقول عنها محرومة، وهي محرومة وفقيرة، ولكنها غنية بطاقاتها وبأهلها وبشبابها وصباياها، ويستطيعون أن يحققوا ذلك بمواكبة من الدولة”.
وأضاف: “طبعا، ومن طرابلس، لست في وضع يمكنني معه أن أعد بشيء، لأنني من النوعية التي تحب الإنجازات، والإنجازات تتكلم عن ذاتها. وخلال زيارتي إلى القيادات الطرابلسية طلب مني أن أزور الأحياء الفقيرة، وأنا أعلم ماذا يوجد، أعلم تماما حالات الفقر والعوز والحالات الاجتماعية الصعبة الموجودة في أزقة وشوارع طرابلس، وقلت لهم أفضل عدم زيارتهم، لأنني أعلم تماما حالتهم، والأفضل أن أزورهم مع حد أدنى من الإنجاز لهؤلاء الناس، لأنني إذا ذهبت إليهم واكتفيت بالصور، لأقول إن الوزير يزور الفقراء، وإنه إلى جانبهم، فإن هذا كله مزيف، لأني حينها لا أكون قد أعطيتهم أي شيء، وكأني أكذب عليهم، وأكذب على نفسي وعلى الناس وعلى كل اللبنانيين. أنا لست هكذا، ونحن لسنا هكذا، ولا أمارس السياسة من أجل الاستعراض والدعاية”.
أما في موضوع المعوقين، فقال: “لقد صادفت في أكثر من مكان أنهم يسمونهم بذوي الإرادة الصلبة وغيره، نحن أصحاب إعاقة لماذا علينا الاختباء ونكذب على أنفسنا، لا تعود الإعاقة إعاقة عندما يشعر المعوق أنه حصل على كل حقوقه، والقانون 220/1000 يضمن حقوق المعوقين، وكلنا معوقون واحد برأسه واحد في نفسيته وفي حياته اليومية لديه مشاكل، وهذه المشاكل تفوق الإعاقة الجسدية. جميعنا لدينا إعاقة والبعض لديه صعوبة في المشي، والبعض الآخر لديه صعوبة في التفكير، صعوبة في أن يكون سعيدا في حياته، لديه صعوبة في التعاطي مع الناس، الجميع لديه إعاقة”.
وأردف: “المعوق لا يعود معوقا عندما تصله حقوقه، عندما ينزل إلى الطريق وتكون مجهزة لاستقباله، والمعوق لا يعود معوقا عندما يذهب للمقابلة من أجل فرص عمل، ولا يتم التمييز بحقه، ولا يتم إهماله، ولا يتم استبعاده عن فرص العمل. المعوق لا يعود معوقا عندما تتسهل حياته، عندما يندمج في المجتمع، عندما تكون كل البنية مجهزة لاستقباله من طرقات وحمامات عامة وبنايات ومكاتب، كلها تؤمن له حدا أدنى من التسهيلات ليستطيع الدخول إلى مبنى معين، طبعا هذا إضافة إلى حقه، حقه بالطبابة، ونحن أعطينا بطاقات وأنا أعلم تماما، بأن حقوق المعوق لا تصله بالكامل، كل هذا موجود وكله يجب معالجته ويجب العمل والسهر والتعب”.
وحتم: “طرابلس هي نموذج ضد الذي شاهدناه مؤخرا في نيوزيلندا، والذي نستنكره، فالإرهاب ليس لديه هوية، الإرهاب ليس مسلما وليس مسيحيا، الإرهاب هو إرهاب، وأنت يا طرابلس لست عنوان الإرهاب، أنت عنوان الانفتاح والمحبة والتسامح، وهذا الشيء يجب أن تفتخروا به جميعكم أيها الطربلسيون. جميعنا مررنا بحرب وجميعنا مررنا بحروب أهلية وحروب داخلية، ولكن أنا أعرف تماما أن طينة طرابلس وخميرة أهل طرابلس، هي عنوان للمحبة والتسامح والعيش المشترك. معا يا طرابلس سوف نكمل المشوار، معا يا طرابلس سوف نكمل مشروع بناء الدولة وبناء الإنسان، لأنه في ذلك خلاص لطرابلس وخلاص للشمال وخلاص للبنان”.