أشار نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إلى أن “الحزب” أعلن الحرب على الفساد أثناء الانتخابات النيابية، وكان شعارنا الانتخابي “نحمي ونبني” ولم يكن هذا الشعار لمجرد اختيار لفظي أو تدليس على الناس، وإنما هو شعار حقيقي يقول إنه كما سرنا في المقاومة وحمينا وسنحمي سنسير في البناء والوضع الداخلي لنحمي ونبني أيضا على قدم المساواة على قاعدة أن المرحلة تتطلب منا أن نقوم بهذا العمل ثم أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله منذ فترة قصيرة، المواجهة الوطنية الشاملة ضد الفساد”.
وأضاف، خلال احتفال تأبيني لشقيقة رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين الفقيدة شاهيناز محمد الزين في حسينية بلدة قبريخا: “هنا يتساءل بعضهم هل ستنجحون، وعليه فإننا نقول لهم نعم سننجح، فكفانا وضع عراقيل وأسئلة واستفهامات وعيش حالة من المأزق والتأزيم، فكنا في المقاومة أفرادا قلة وقالوا لنا العين لا تقاوم المخرز، وبدأوا يطعنون في الظهر ونحن نتجه لقتال إسرائيل، ولكن مع الزمن تراكمت الأمور، ثم انتصرنا وثبت أن المقاومة قادرة على التحرير، وكذلك على الجميع أن يتأكد أن مواجهة الفساد ستكون مشروعا حقيقيا نسير فيه بكل تؤدة وباهتمام لنصل إلى النتيجة المرجوة لأننا نعمل للحق ونسير في الدرب الصحيح”.
وتابع: “مواجهتنا للفساد مدعومة بالأدلة والأرقام، وهي لا تستهدف جهة أو طائفة وإنما تستهدف الأفراد المفسدين، ليتوقفوا عن إفسادهم وفسادهم وسنعمل على المتابعة من خلال مجلس الوزراء وآلية إقرار المشاريع بالمناقصات، وتفعيل أجهزة الرقابة واقتراح وإقرار القوانين من خلال المجلس النيابي، والمحاسبة عبر القضاء والمواكبة الشعبية لنطوق الفساد والمفسدين من النواحي المختلفة وبالأشكال المختلفة التي ستبرز وستظهر تباعا”.
وأردف: “هنا نريد أن نلتفت إلى البشارة العظيمة التي بدأت تلوح في الأفق، وهي أن جهات متعددة بدأت تتحرك ضد الفساد وتواجهه، وهذا إنجاز وما زلنا في بداية الطريق والجميع يرى كيف أن المنافسة اليوم هي بين جميع الأطراف السياسية من دون استثناء على أولوية مواجهة الفساد، وهذا إنجاز أيضا، لأن المطلوب هو أن يصبح لنا ثقافة وقناعة وإعلام وإعلان بأن الفساد منكر وأن الجميع يواجهونه، وهذه خطوة مهمة للتمكن والسيطرة على الفساد، وبالتالي أن تصبح أولوية كل القوى السياسية في خطابها وأولوية الحكومة مكافحة الفساد، فهذا إنجاز وأن يرتدع اللصوص عن السرقة في مناخ الهجمة على الفساد، فهذا إنجاز، ومع كل هذا، فهي البداية التي سنتابعها وسيلمس الناس النتائج مع بعض الصبر والوقت”.
ولفت إلى أن “أميركا اليوم هي رأس الظلم في العالم، ولا تجد انحرافا أو فسادا أو قتلا أو إجراما أو انتهاكا لحقوق الإنسان أو تدميرا في الأرض إلا وتكون هي وراءه، إما بشكل مباشر وإما من خلال أدواتها وعملائها، لأنها تريد السيطرة على العالم، وبالتالي مهما كانت الاتجاهات الفكرية والسياسية للآخرين، فإن أميركا لا تحترم الرأي أو الفكر الآخر ولا القناعات الأخرى، وهي تجد نفسها معنية بأن تعيش وحدها”.
وأضاف: “إننا في مواجهة حقيقية مع أميركا، ليست المواجهة عسكرية وإنما سياسية وثقافية واجتماعية، وفي بعض الأحيان قد تكون عسكرية بأشكال مختلفة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن المواجهة مع أميركا هي في كل الأبعاد من دون استثناء ولاسيما أن الأميركيين توصلوا حديثا إلى أن الحرب الناعمة طويلة ولا تكفي، وإنما يجب أن يتم جذب الناس إلى قناعاتهم، بحيث ينحرفون بإرادتهم ويسلمون لهم، وبالتالي هذه الشعوب في المنطقة استيقظت وعادت إلى دينها وربها وطاعتها واستقامتها، وعليه فإن الحرب الناعمة أصبحت صعبة لا تنتج الإنتاج الذي يريدونه”.
وتابع: “إن العقوبات الأميركية على المقاومة هي جزء من الحرب، ولكن هل هو مقدر لأميركا أن تنجح؟ بالطبع لا، لأن الصبر والإعداد لدينا هو جزء لا يتجزأ من المواجهة التي ننتصر فيها لأننا أصحاب الحق والأرض والكرامة والمستقبل ولكن علينا أن نعمل ونجاهد ونقاوم، وبالتالي ليس كل ما تقرره أميركا يتحقق، فهذه التجارب أمامنا، حيث أنهم قرروا تدمير سوريا ونقلها من سوريا المقاومة إلى سوريا الإسرائيلية ولكن السنوات الثماني تمر،وسوريا صامدة واقفة في محور المقاومة، وتدخلوا ليقتلوا الشعب اليمني من أجل إدارته من قبل السعودية بإشراف أميركي إسرائيلي، ولكن الشعب اليمني قدم وضحى وصبر ووقف، وكذلك فعلوا الكثير من أجل أن يقضوا على جذوة المقاومة في لبنان، ولكن مقاومة حزب الله وثلاثي الجيش والشعب والمقاومة انتصروا في تحرير الأرض بأروع شكل من أشكال التحرير، وهزموا إسرائيل في عدوان تموز سنة 2006، وسيستمر هذا الأمر حتى النصر والتحرير الكامل”.
وختم: “جريمة نيوزيلندا هي نسخة عن ترامب وأفكاره، فحتى القاتل اعتبر أن مرشده ومعلمه هو ترامب وجرائم الصهاينة نسخة أخرى عن ما يفعله ترامب وما يؤمن به، وبالتالي فإن ترامب هو نموذج من نماذج الظلم والسيطرة والخطر على البشرية”.