يستمر الشباب اللبناني بتحدّي نفسه ومحيطه واثبات ان أي صعوبات لا يمكن ان تقف حائلًا ابدًا امام طموحاته. لا شك ان الأمثلة على ذلك تكاد لا تنتهي وتحتاج الى مطولّات للحديث عنها وحصرها، وتقريبًا في كافة المجالات.
من هذه القصص التي يجب ان يفخر بها كل لبناني، قصة نجاح المؤلف الموسیقي والمغني الأوبرالي اللبناني العالمي الشاب اللبناني أندرو اندراوس والذي تسلم في سن العشرين منصبًا في واحدة من اهم الجامعات العالمية، جامعة هارفرد، في الولايات المتحدة الأميركية وذلك بعد انهاء تخصصه الجامعي الفريد في الإنتاج والتأليف الموسيقي المعاصر من جامعة بيركلي للموسيقى بوقت قياسي وحلوله في مراتب التفوق، ما أهله لهذا الإنجاز الفريد، فيما يواصل في الوقت نفسه عمله المحترف في التأليف الموسيقي والغناء الأوبرالي.
يروي اندراوس في حديث خاص لـIMLebanon ان اكتشافه عالم الموسيقى بدأ منذ سن الخمس سنوات حين كان يعزف في المنزل على آلة الأورغ فلاحظ اهله اتقانه لما يعزف وقدرته على صنع الالحان، وسجّلوا عزفه لتتم اكتشاف موهبته في التلحين في سن مبكر.
وخلال فترة طفولته، تلقى اندراوس دروسا في العزف على آلية البيانو في معاهد موسيقية خاصة في لبنان ثم في المعهد الوطني العالمي للموسيقي (الكونسرفاتوار) في دراسة نظريات الموسيقى ثم تناغهما ثم التوزيع الاوركسترالي في معاهد متخصصة، وبدءا من سن الـ12 عامًا كان لأندراوس استوديو خاص به يلحن فيه ويوزع الحانه وهو ما زال على مقاعد الدراسة.
ومع اقتراب انتهاء دروسه المدرسية، ترسخ في ذهن الشاب المتفوق رغبته بدراسة الإنتاج الموسيقي في الجامعة بشكل متخصص لكن هذا الاختصاص غير متوفر في الجامعات اللبنانية، لذلك قرر التقدم للدراسة في جامعات خارجية لتختاره واحدة من اعرق واهم الجامعات الموسيقية في العالم Berklee College of Music في ولاية ماساتشوستس الأميركية حيث تم قبوله بين 1500 طالب من الشرق الأوسط… وكانت رحلة التفوق في الجامعة حيث تمكن من انهاء اختصاصه بـ3 سنوات بدلًا من 4 وليكون على لائحة الشرف وتخرج بدرجة هي الأعلى في اختصاص الإنتاج والتأليف الموسيقي المعاصر Contemporary Writing and Production.
وبعد أشهر فقط من التخرج، حصل اندراوس على فرصة تشكل حلماً للكثيرين حيث عرض عليه منصب في جامعة Harvard الشهيرة وتحديدا في كلية العلوم والفنون، كما انه يقوز بالتوزيع الموسيقي والتلحين والإنتاج للعديد من اهم المغنين في عالم الجاز والاوبرا منهم أرتورو ساندوفال كما انه وضع الموسيقى لعرض مسرحي يقدم على خشبة مسرح برودواي الشهير Curious Incident of the Dog In the Night Time.
وعن مشاريعه للمستقبل، يوضح اندراوس ان لديه مشاريع كثيرة تحتاج الى وقت، مشيرا الى ان هدفه تطوير الموسيقى في لبنان والشرق الأوسط ومساعدة أي شخص يريد ان يتخذ من الموسيقى مهنة وذلك عبر تغيير التفكير السائد في لبنان حول المهن الموسيقية.
ويشدد على ان لبنان بلده، تربى وعاش فيه ومثله اكثر من مرة في مسابقات عالمية، لكن للأسف لا استقرار في البلد، مؤكدا انه لولا دعم اهله واحتضانهم لموهبته لما تمكن من الوصول الى ما هو عليه اليوم.
ويوجه اندراوس نداء من القلب للشباب اللبناني بمتابعة احلامهم والا يعيروا ما يريده الآخرون اهتماما كبيرا بل يقوموا بما يرغبون به حقاً…
نذكر كذلك ان من أبرز أعمال اندراوس: “نشید الأبجدّیة” Hymn of alphabet من ألحانه وتوزیعه وغنائه وتسجیله وكلمات غاییلا عطّیة. ونشید “بابا السلام”، الذي أنجزه خصیصاً لمناسبة تقدیس البابا یوحنا بولس الثاني من ألحانه وتوزیعه وغنائه وتسجیله، ورافقته في غنائه شقيقته Esprit-Ange.